Friday, November 21, 2008

أجمل صوره


هيا بنا نستريح قليلاً تحت ظل شجرة لنخلع عباءاتنا الرسميه ونعيش بطبيعتنا وفطرتنا النقيه

،



نعيش دقائق بعيداً عن ذلك الصخب والضجيج ، عن ذلك الفسح الذى طغت عليه الماديه بكل ماهياتها

،



عن تلك الآلات العقيمه التى ترافقنا ليل نهار حتى أصبحت صديقه لنا بالفعل بل أنستنا أصدقاءنا الحقيقيين وأحباءنا المقربين بل أنستنا حتى أنفسنا !!







.هيا سوياً نلقى بأعباء العمل وهمومه وصراعاته اليوميه وراء ظهورنا لنتقدم بأجسادنا وأذهاننا وقلوبنا صافيه خاليه







حقاً ؛ ما أجملها من فطره وما أحلاها من سكينه لا تخالطها غير تلك اللغه العريقه التى لا تشعر بلذتها إلا فى هذا الوقت

وفى هذا المكان ،




لغه (القلب) تلك الحجره الصغيره التى وُهبت لنا نقيه صادقه مما يشوبها أو يعكر صفوها





حينها نجد أنفسنا وقد أطلقت العنان لتسير بدون قيود


لتسمع

لترى

لتتكلم بدون حواجز وسلاسل

وتفتش فى أعمق أعماقها عن معانى الإنسانيه النبيله ،




وفجأه نراها تسبقنا إلى السماء تريد أن تطير

وتسمو،

وترتقى ،

! تتشبث بأقصى جهدها لا تريد أن تسقط وتعود إلى الأرض من جديد






وما العجب فى ذلك وهى تقترب ممن حبانا إياها

( الله سبحانه وتعالى)

المنزه عن كل نقص ،

خالق البشر فى أجمل هيئه وأحسن صوره تلك التى رأيناها سوياً

فتباركـــــ الله أحسن الخالقينــــــــ

Tuesday, November 11, 2008

أخبار الدار

يااااه أيام قليله مرت كأنها أعوام كانت مكتظه بأحداث كثيره ، مش عارفه ليه كنت حاسه إن الدنيا زحمه !!

بدايه سنه دراسيه صعبه مشهوده فى تاريخ الكليه
لم أشعر بذلك إلا عندما يسألنى أحد
انتى فى سنه كام ؟
أرد بكل ثقه الحمد لله ثالثه
يا عينى ربنا معاكم بجد الحمد لله ان احنا خرجنا منها سالمين
ومن يومها كلما يسألنى أحد
انتى فى سنه كام
للأسف سنه تالته
يقولون أنها أساس الطب كله
أمراض الدنيا كلها والأدويه اللى بتعالجها محشوره فى تلك السنه ولم تخل ايضا من بعض المواد الترفيهيه كما يقولون والتى تمتلئ بكم رهيب من الديدان والحشرات
والميكروبات التى بمجرد انتهائك من مذاكرتها تذهب مباشره لتغسل يديك ووجهك


نظرات وجوم تعلو الوجوه الكل فى توتر وقلق لا أعرف لم كل هذا؟!
فأصبحت لا أعجب كل صباح عندما أقابل زميلاتى بابتسامه عريضه تقابل بتكشيرات من أنواع مختلفه وهذا أقل شئ
إن لم تجلس معى تندب حظها وتشكو وتولول تسبقها كم الدعوات على من أشار عليها دخول بوابه هذه الكليه ، وغالبا تكون على نفسها للأسف!!!


****


سبع سنين بتكشيره طيب والله حراااام

أما من ناحية صديقتكم فهى تقتنع تماما بأن أجمل شئ فى الكليه هو المذاكره بمزاج خاص على قد ما تقدر ولا يكلف الله نفسا إلا وسعها ، وهذا مبدأ غير سائد عندنا فى الكليه فبجرد ما أقول لإحدى زميلاتى هذه الكلمات تنظر إلى وكأننى من كوكب آخر مثلا !!


***




هو فى سنه تالته ناس رايقه برضه ؟!...ممكن ...

كنا هذا اليوم فى سكشن الباثولوجى ( الأمراض) وده من أحد المواد العملاقه التى ابتلينا بها ...، الدكتور منهمك فى الشرح إذ بصور تتنقل بين الأيدى فى خفاء من تحت البنشات ، وصلتنى واحده وسط زحمه الترحال وكانت صوره لإحدى زميلاتى قد تمت خطبتها قبل الدراسه بأسابيع!!
والعجب العجيب وصلتنى وراءها صور لزميله أخرى تمت خطبتها أيضا ..يا حلاوه ما فيه ناس رايقه أهه
وعندما سألتهن بعد السكشن عن سبب تلك الخطوبه المبكره كان الرد ( علشان نستحمل شقى الطب بقى ) يبدو أنهن يردن معاونين ليلقوا أعباءهن عليهم ..ربنا يكون فى عونهم
!!!!
..




***




خطوبه فى عنبر المستشفى ..أطلقوا الزغاريد يا دكاتره !!

كانت من الأحداث الجميله التى مرت علينا الأيام الماضيه خطوبه صديقه أختى التى تكبرنى بعامين وهى فلسطينيه على زميل لها فى نفس الدفعه فلسطينى أيضا
بصراحه الخطوبه كانت بسيطه لأن عائلات كل من الطرفين بفلسطين لا تقيم بمصر
وهنا فكرت أختى وصديقاتها بطريقه لإسعادهما وإحياء حفل جميل لهما ،،
أجهدهم البحث عن أماكن لذلك الأمر إلى ان انتهى بهم فى عنبر المستشفى قبل دخول دكتور المخ والأعصاب لشرح الراوند !!لم يكن هناك مكان لجلوس العريسين إلا سرير أحد المرضى والذى كان قد غادر المستشفى قبل إحياء الحفله
وكانت الجميله ترتدى بدلا من الفستان البالطو الأبيض وهو كذلك وبدلا من الحصان الأبيض سرير المرضى الأبيض وألف مبروك للعروسين ربنا يخلى حياتهم كلها أبيض ×أبيض!!





***





الاختلاط فى السكاشن .... دعوى صريحه للعلمانيه !!!!

شعار تردد كثيرا فى كليتنا الفتره الماضيه من قبل على ما أتعقد طلاب الإخوان المسلمين الذين تكتظ بهم الكليه من شرقها إلى غربها بس علشان تتفهموا الأمر كان النظام عندنا السكاشن منفصله الثلاث سنوات الأولى أما بعد ذلك الأمر عادى ولكن هذا العام لم يفصلوا السكاشن بدايه من السنه الأولى
وهنا يصعد طالب الإخوان ليستأذن الدكتوره فى أن يلقى كلمه إلينا تعطيه هى الميكروفون بكل حنان وعطف وما إن سمعته يتحدث بهذا الأمر تلتقطه منه مره أخرى وتنهره فى غضب
( إيه يا بنى حرام عليك .. أومال كل البنات دى هنجيبلهم عرسان منين ، ما كلنا اتجوزنا كده !!!!!!!)





***



لو سمحتى يا دكتوره ... ممكن .....

معظم أيام الأسبوع أذهب فى الصباح إلى السنتر لأتلقى درسا فى شرح ماده الفارما ( الأدويه)
وبعد الانتهاء منه أقطع أنا وصديقاتى طريقا ليس طويلا للذهاب إلى الكليه وهذا الطريق وبفضل الله يزدحم بمعظم مستشفيات المنصوره سواء الجامعه أو الكلى أو الطوارئ

وهنا نسير أنا وصديقاتى بكل ثقه حاملين البالطو الأسود ..احم أقصد الأبيض ومن هنا تأتى إلينا جميع المصائب فلم أحمله يوما إلا أشعر بسيل من المرضى ينادون على، كانت آخر مره بأحد المرضى ومعه ورقه بها نتيجه تحليل
_ لو سمحتى مش انتى دكتوره
_ أها يعنى ..!!
_ طيب ممكن تفهمينى التحليل ده
قلت أخده لعل وعسى أفهم شيئا أقلبه يمينا يساره لأفهم كلمه واحده فقط
وهنا بدت على وجهى علامات استفهام كثيره والمريض يترقب قولى لكن لاشك أنه لاحظ حينها عندما قال
_ طيب ممكن أعطيه لصيدلى
_ أها متهيألى كده أحسن
وتركته ورحلت عاتبه على تلك المعلومات الصماء التى نأخذها والتى ما أفادتنى بذره ومن يومها وأنا أفكر بطريق آخر أحاول الوصول منه إلى الكليه يمكننى من السير بعيدا عن ذلك





***




حتى السمك طفشونا منه ... أومال ناكل إيه؟!

كانت محاضراه فى ماده ( البارا) يعنى الديدان بصراحه كانت كلها رائحه زفاره كان الحديث اليوم عن احدى الدودات والتى تتوطن لحم السمك أذكر أن الدكتور قال بالأخص سمك بحيره المنزله وبفضل الله مدينه المنزله من مدن الجيره المقربه إلينا
قدرا فى هذا اليوم وصلت إلى منزلنا لتعاود الرائحه من جديد فى مطبخ بيتنا إذ كانت أمى حينها تعد وجبه السمك المفضله
_سمك سمك لا يا ماما خللى بالك
انطلقت بتلك الكلمات ولكن الحمد لله كل من فى البيت لم ينتبه إلى لأنهم تعودوا على ذلك منى أنا وأخواتى وهم ليسوا مستعدين لسماع أيه معلومات زياده علشان تطفشهم من وجبتهم المفضله ما هو ده الى ناقص
الكل يأكل وأنا أتفحص لحم السمك لأرى بويضه تلك الدوده ولكن تذكرت أن الدكتور قال لنا معلومه
( حتى لوانت مأكلتش السمك هتجيلك الدوده برضه

_ازاى يا دكتور

لأن فيه طيور وحيوانات تأكل السمك وبالطبع ستنتقل لهم العدوى وأنت لن تستطيع الاستغناء عن أكل الطيور فالدوده وراك وراك
)

ومجرد ما تذكرت ذلك اندفعت وشمرت يدى بعدما عذبت معدتى قليلا الكل استغرب ولكن قلت لهم (يلا انشالله ما حد حوش ..ما الناس كلها عيانه)

!!!!



***





ختان الإناثــــ ... هو حرام ولا حلال ولا إيه بالظبط ؟!

فى وسط زحمه المحاضرات والسكاشن والدروس إذ بالجمعيه العليمه بالكليه تعلن عن ندوه بخصوص هذا الموضوع فما صدقت أخرج أنا وصديقاتى وكانت بمستشفى الأطفال وكان يحاضر فيها د/ محمد فريد
استشارى النساء والتوليد بالقصر العينى
كانت من أجمل الندوات الطبيه التى حضرتها ،، بكون سعيده جدا أما أفهم الأمر علميا وليس مرددا من أفواه الناس
بدأت الندوه بفيلم تسجيلى فى بعض القري البسيطه بمصر وحوارات مع أهلها من النساء اللاتى احترفن هذه المهنه موروثه عن السابقات التى كانت تسمى بالدايه *
وعرضت بالطبع قصه ( بدور ) التى كانت ضحيه لتلك الفعله القاسيه ،،
وأثناء المحاضره إذ ببعض الشباب لا أعرف من هم بصراحه لكن توقعت من هيئتهم أنهم تابعين لجماعه معينه تقريبا ( أنصار السنه)
قاموا بتوزيع كتيبات صغيره علينا بها رأى الكثير من الشيوخ والذى سمعناه كثيرا فى الإعلام بأنه واجب بل منهم من قال أنه فرض !!
علشان ما أتوسعش فى الموضوع وأشتتكم ختم الدكتور محمد فريد كلامه بقوله ( أنا كنت واخد بناتى الاتنين لذلك الأمر والحمد لله بفضله ألهمنى من أرشدنى للصواب فى طريقى ورجعت دون أن أفعل شيئا)



***



استمتع بحياتك ...

حبيت أختم بذلك العنوان الجميل وهو عنوان لكتاب وجدته قدرا على مكتب أختى وكان للدكتور محمد عبد الرحمن العريفى
وهذا الكتاب بجد أفادنى كثيرا يكفى أنى ما زلت محتفظه بابتسامتى حتى الآن وأنصحكم انكم تشتروه لأنه فعلا أغنانى عن كثير من كتب التنميه البشريه المختلفه


****
وهسيبكم حاليا بعد ما صدعتكم أنا أعرف ذلك جيدا لكن حبيت أفضفض شويه
أترككم فى رعايه الله
دمتم بخير
السلام عليكم


Friday, November 7, 2008

وحشتونى وحشتونى وحشتونى

السلام عليكم ورحمه وبركاته

وحشتونى وحشتونى وحشتونى

بقالى زمن مدخلتش ذلك المكان الجميل

وحشنى ذلك الملتقى الرائع مع المدونين والمدونات

اشتقت لكلماتى ولكتاباتكم التى افتقدتها كثيرا الأيام الماضيه

أعتذر عن انقطاعى تلك الفتره ولكن صدقونى لظروف خارجه كثيرا عن إرادتى


انتظرونى بإذن الله سأحاول متابعه ما فاتنى من المواضيع بقدر المستطاع
عوده جديده وبدايه سعيده إن شاء الله

كل عام وأنتم بخير
السلام عليكم

Monday, September 1, 2008

رمضان جانا وفرحنا به

يااااه ..هلت علينا بشائره من جديد ..
فى مثل تلك الليله الجميله ..
أول ليالى ذلك الشهر العظيم ،
شعور جديد غريب جميل يتملكنى
أشعر أن هذه الليله ليست كمثيلاتها من من الليالى التى مضت من قبل
نسمات هواء طيبه تحمل بين طياتها معانى الألفه والحب والتعاون
نسمات تملأ أجواء البيت فتحيله إلى جنه بالفعل ،
الجميع يستعد لذلك اللقاء ،
لقاؤنا مع هذا الضيف الكريم ،
الهواتف لا تشكو كثره استعمالها وكيف تشتكى وهى تستمع إلى عبارات التهنئه وسط أسلاكها
الكل يتساءل ..أين سنصلى اليوم ؟!
فى المسجد هذا ، لا فى ذاك ، لا لا هذا ولا ذاك إنما فى هذا

جميل جدا ذلك الخلاف أحب أن أستمع إليه ناصته متأمله إلى أن ينتهى الحوار على مسجد معين نقرر الصلاه فيه

لكل منا مسجد احبه وصلى بين جدرانه وتفاعل مع زائريه وأعجب بصوت قارئه ، نعم كلها مساجد لله أنى تصلى فأنت تصلى لله قبلتنا واحده وإلهنا واحد


يذهب الجميع للصلاه نشعر كأن كل ذره تراب نمشى عليها تتحرك معنا فنسرع ونزيد خطواتنا لنسبقها إلى المسجد

تنطلق أصوات المؤذنين لتمتعنا بنبرة الصوت المصرى الأصيل تتسابق الأصوات فى الأجواء لتنطلق الأصداء متناثره بين طيات الهواء لتحتضنها وتهنئها بقدوم ذلك الضيف الغالى

نصل إلى المسجد وتصل قبلنا قلوبنا التى نحملها معنا لتتلاقى قلوب الأحباب والأقارب والأصدقاء الكل سعيد ترتسم على وجوهنا معانى الفرحه بشتى أشكالها


ولم لا?! فقد سبقتنا قلوبنا أيضا فى ذلك بعدما نظفت جدرانها من كل شئ لتترك متسعا لذلك الحب الذى سيفيض علينا طوال الشهر الكريم


القرآن ..ياااه بأجمل معانيه وبأرقى كلماته نستمع إليه طوال الصلاه خشوع لا أرى مثيله فى أيام سابقات ، حتى إن رأيت ففى رمضان طابع خاص لا يمكن أن يضاهيه فيه شهر من الشهور الأخرى


الجميع يشعر أنه فى سباق يلملم طاقاته ويقوى عزيمته وطموحاته حتى يعيش رمضان آخر غير السابق ..
رمضان أجمل رمضان أحلى رمضان أرقى


أجلس مع صديقاتى نتذكر ما كنا نفعله العام الماضى ،
لا نرضى بأن يكون رمضان هذا مثله لا لشئ أكثر من أننا نريد أن نضفى شيئا جديدا فى عباداتنا ، معاملاتنا ، أعمالنا حاملات شعار
( رمضان السنه دى شكل تانى )


يلتف حولنا الأطفال الآتين مع أمهاتهم إلى المسجد حاملين الفوانيس الملونه بألوانها المختلفه
ذكرونى بأيام طفولتى البريئه التى ما كنت أحمل فيها هما قط إلا لفانوسى !!


وليست نسمات الحب وحدها هى التى تتطاير حولنا بل رافقتها أيضا نسمات الخير بجل أشكاله
الإحساس بالفقراء والمرضى والجوعى لم ينقطع
بل زاد أضعافا وأضعافا


وليس هذا الإحساس من الأغنياء والفقراء فحسب بل تراه ينتقل بين الفقراء وبعضهم أيضا
الأقل فقرا يحمل هم من هو أكثر وأشد منه

الجمعيات الخيريه توالى أعمالها
الكل فى نشاط وجد لتعبئه الحقائب الرمضانيه وتوزيعها وليس هناك أجمل من ذلك التعب وتلك المشقه
التى لا تلبث أن تزول كلبما تذكرنا أن أعمالنا هذه لله النيه طيبه والقلوب صافيه والكل يعمل ...


يعود كل منا إلى المنزل من جديد ليجلس مع نفسه جلسه الاستعداد لقضاء مثل تلك الأيام الجميله ولكنه لا يعود وحده بل محملا بأكياس ممتلئه بعلب الزبادى والجبن والزيتون لإعداد وجبه سحور أول يوم من ذلك الشهر الكريم مرددا
(رمضان جانا وفرحنا به بعد غيابه وبقاله زمان ..أهلا رمضان )


كـــل عام وأنتم بخير
أعاده الله عليكم بالخير واليمن والبركات
رمضان كريم

Monday, July 21, 2008

رحله قبل النوم



كان الوصول إلى هدفه هو أجمل أمنياته فى هذه الدنيا التى لم يكن موجودا بها قبل أقل من عام واحد ،
رأيته وهو يسير إليه بخطوات ثابته كان قائدها الأمل الذى يقذفه للأمام باستمرار،


كريم .. ارجع .. الأمر صعب

وهنا بدأت محاولات الإعاقه من والدته وهى تعد وجبه العشاء

ينظر إليها ذلك الطفل الصغير بنظرات يغلب عليها روح التحدى والمثابره

، ولكن يبدو أن كل ما بالمنزل انقلب ضد كريم حينها ،

فلم تكن محاولات والدته هى العائق الوحيد بل واجه فى طريقه عقبات عده كان أولها أرجل تلك المنضده الخشبيه التى تقف له بالمرصاد وتعوقه عن استكمال مسيره نحو هدفه ،

يحاول هو بكفه الصغيره الرقيقه إبعادها عن طريقه ولكنها كانت كالجبل لا تتحرك بقوه ذلك الصغير

فيالها من منضده حمقاء ..!!

ولكن لم تراود كريم روح اليأس بل أخذ يتفحص بعينيه شديدتى الدوار على طريق آخر يساعده فى الوصول حتى لمح من جانب المنضده ممر صغير يمكنه من مواصله سيره وتحقيق حلمه وهنا نمت شفتاه عن ضحكه بريئه كانت أشبه بزقزقه العصافير فى الصباح الباكر التى تطرب كل من يسمعها


ينطلق كريم فىمشواره الذى لم يخلُ من العقبات بعد ،

فكانت الأم تضع كوباً من الماء فوق تلك السجاده اللعينه التى أعاقت حركاته بثنياتها المتكرره وإذ يحاول كريم تخطى الثنيات يسقط كوب الماء أمامه

تصيح الوالده وتنهره بغضب

كريم ..ماذا فعلت ؟! ألم أقل لك ارجع ؟!


ولكن الصغير لم يعبأ بذلك فكان الوصول إلى هدفه شغله الشاغل حينها ..

يزيح كوب الماء عن طريقه ويستمر بنضاله
يا إلهى ما تلك الأرجل الضخمه التى تعترض الطريق
!!

هذه المره لم تكن أرجل المنضده بل كانت رجلى والده وهو جالس على الكرسى باسترخاء يقلب بصفحات الجريدة المسائيه

لاحظ الوالد تحركات طفله ..
صغيرى .. يقولها وهو يزحزح الطفل من على الأرض ويحمله ليحتضنه وهنا مالبث أن أجهش كريم البكاء مترقبا بنظرات عينيه هدفه الغالى الذى لاح قريبا جدا أمامه
..احتار الوالد فقد كانت البسمات ترتسم على وجه طفله كلما حمله ..
أشارت الأم على زوجها أن يتركه على الأرض كما كان لعله يكف عن ذاك العويل

وفعلا حدث ذلك
فما ان وضع كريم على الأرض إذ به بزحف بسرعه البرق ناحية هدفه وحينها قال الوالد .. يالك من طفل عنيد يا صغيرى

بدأت روح الفرحه تدب إلى قلب الطفل إذ أخذ يتنفس الصعداء كلما اقترب من أمنيته حتى وصل أخيرا واحتضن تلك البالونه الحمراء التى كانت تلاعبه بها الجده ليلة البارحه !!!

وسقطت رأسه فى خفه على السجاده لينطلق فى نومة هادئة مطمئنه
تمتــــــ
*****
نشرت ببص وطل

Saturday, June 21, 2008

سيناريو العيون .. واليوجينا



أشخاص كثيرون لديهم القدره على فهم واستناج ما يفكر به محدثيهم بمجرد النظر لأعينهم ،
كت أظن هؤلاء الأشخاص القادرون على التطلع بما يجول فى صدور الآخرين موهوبون وأن الله سبحانه وتعالى قد منحهم ملكه عظيمه لم يمنحها الكثيرين ،،

ولكن العجيب أنى لم أكن أعرف أننى من هؤلاء الموهوبون ،
لم أكن أعرف حقا أنى لدى تلك الملكه إلا عندما رأيته ،،

طفل صغير، جميل الملامح بعينين سوداوتين ، ينسدل شعره على وجهه وكأنه ذلك البطل * جيفارا*

كان مستمعا بالغوص فى حضن والدته لا يخرج منه إلا إذا شعر أن الحر الشديد اكتنفها فيحاول هو بحركات يديه أمام وجهها جلب الهواء العليل إليها ، يا للبراءه !!

والذى عرفته أن اسمه * أحمد* من كثرة مناداة والده عليه أمام الركاب
إذ أن لقاءنا كان فى إحدى وسائل المواصلات الذاهبه إلى منزلنا ،

وبمجرد ما ينادى عليه والده إذ بجميع الجالسين يتركوا ما يشغلهم ويلتفتوا إلى أحمد فكان شغلنا الشاغل وهمنا المقيم طوال مشوار العوده




أحمد ليس كالأطفال الآخرين يمرح ويلهو ويلعب فى وسائل المواصلات مثلهم أو يتحدث إلى الركاب بطلاقه فيضحك الجميع بصوته مثلهم ،،

بلى ؛ فقد كان من ذوى الاحتياجات الخاصه تلمحها من حركات عينيه وشكل فمه والتى لولاهما لما وُجهت إلى ذلك الطفل نظرات الشفقه والرحمه ممزوجه بعطف وحنان وحب

أذكر أن عينى لم تفارق عينى أحمد طوال مدة العوده رغم أنى أعتقد أن المشوار قصير جدا وأن مدة اللبث فى المواصلات قليله

لكن لا أدرى ما ذلك السيناريو الذى دار بينى وبينه،

الأشبه بسيناريو العيون فى أى قصه حب سمعناها

وأثناء رحله بحثى فى عينى أحمد امتد خيالى حينها لآفاق بعيده جدا،

فكأنما تخيلت تلك القرنيه البيضاء صفاء قلب ذلك الطفل ونقاؤه وفطرته الجميله والتى ما من أحد منا إلا وتمتع بها فى تلك المرحله الطفوليه البريئه

وتخيلت تلك القزحيه السوداء وكأنها تلك الإعاقه التى شابت ذلك الجمال الهادئ وتلك الروح الصافيه


وبينما أنا مع خيالاتى هذه إذ بأحمد يترك انشغاله بوالدته وينظر إلى ،

ربما لاحظ تعلقى به سبحان الله وكأنما علم أنى أفكر فيه وفى إعاقته وحينها شعرت بدمعه تترقرق فى عينى أحمد تحاول السقوط فدعوت الله ألا تسقط لأنها لو كانت سقطت لأبكتنى وما استطعت اكمال ذلك السيناريو فأنا أعلم أن مثل هؤلاء لديهم قدر مفرط من الحساسيه لأى نظره .


راودتنى ساعتها فكره * اليوجينيا* والتى كنا قد درسناها فى الثانويه العامه والتى من مبادئها أنه

( أى إنسان معاق ليس له الحق أن يعيش حياه كريمه لأنه لن يجلب لنا أى نفع بل سيكون عالا على لجميع وأولهم أهله )


وأذكر أننى كنت ولا زلت أستنكرها بشده وأستنكر حتى وضعها كدرس من دروس اللغه العربيه
فأنى لمعتقدى ذلك المبدأ هذا ؟
هل أغلقت قلوبهم إلى هذه الدرجه ؟
هل مات شعورهم بحق الإنسان إلى هذه الدرجه ؟
هل أصبح الإنسان فى نظرهم مجرد آله عقيمه إذا عملت بجد نتركها تعيش وإذا عطلت فلتمحى من على وجه الأرض ؟
هل ظنوا أنهم من يملكون حق إيهاب الحياة لنا وحق سلبها ؟
ونسوا أنها بيد من هو أكبر منهم جميعا ..
نسوا أن مثل ذلك الطفل روح بشريه هائمه على وجه الأرض وتلتقط أنفاسا وتدق قلوبا مثلهم!!

كيف سولت لهم أنفسهم أن يعلنوا أمام الجميع وعلى العلن ذلك المبدأ بل ويعتنقه الكثيرون ويكون له هذا الصدد على مستوى العالم ؟!


أعلم أن هذه الفكره حتما لن تطبق فى مجتمعنا المسلم مهما حدث ،تعاليمنا السمحه تنفى ذلك ،
ولكن ماذا عن هؤلاء البرايا الذين لا ذنب لهم سوى أنهم وجدوا أنفسهم ببلاد لا تعتنق الإسلام ،،
بلاد أصبحت الماديات حياتها بل كادت أن تصبح إلها لها ؟!!
****


أظن أنه مجرد ابتسامه صادقة ولمسه حنون على الأقل ستعكس أثرا جميلا فى نفوسهم هذا ما جعلنى أتمسك بالابتسامه كلما نظر الطفل إلى ،، كنت أود أن أخبره أنه لا زال هناك أمل طالما لا زالت هناك حياه وأنه يستطيع رغم إعاقته فعل الكثير فلن ينتهى الأمر عند ذلك ،،



تتوالى أفكارى وتتوالى نظرات أحمد إلى حتى أنه لم يكن يخرج من صدر أمه إلا ليعاود النظر إلى من جديد ،،
كنت أود استكمال نظراتى إليه لكنه للأسف الشديد سبقنى ونزل هو ووالديه عند مكان إقامتهما ،

وتركونى وحدى أسترجع من جديد سيناريو العيون الذى دار بيننا والذى أنسانى جميع همومى طول اليوم وولد بقلبى حبا جارفا ليس لأحمد فقط ولكن لتلك الفصيله البريئه بأكملها


ليس هذا فحسب ،،
بل جعلنى أتمسك بطموحى فى التخصص بعد الدراسه فى طب العيون أو الأطفال فكلاهما سيجعلنى أتعامل مع أحمد وأمثاله كل يوم
.....الحمد لله

Friday, June 6, 2008

كل عام وأنتِ حلوه

عيد الأم مارس 2008

كل عام وأنتِ حلوه

كل عام وأنتِ أجمل غنوه

يا حبيبتى يا أمى

يا فجرى يا أملى

يا من تنيرى لى عملى

وتأخذى بيدى إلى حيث أريد ،،

إلى العلا إلى العزه إلى كل شئ جميل فى هذه الدنيا

لا أستطيع أن أنسى تلك الأيام التى عانيتى فيها ،

أيام مرضى ،

أيام مذاكرتى وسهرى

كنتِ دائماً بجوارى تبثى فى نسمات الأمل وتنتزعى منى جذور اليأس والقلق

أحبك جداً ،

لأنه لولاكِ ما كنت وصلت لما أنا فيه الآن

لأنه لولاكِ ما كان تحرك قلمى ليكتب كلمه واحده

أنتِ التى زرعتى فى قلبى المشاعر

أنتِ من علمتينى أن الدنيا لا تزال تمتلئ بقلوب فياضه بالحب والعطف والحنان

لا تتخيلى كم يمتلئ قلبى بالحزن وتفيض عيناى بالدموع عندما أخرج من المنزل ذاهبه إلى كليتى كل صباح وأتركك

أشعر أننى قاسيه جدا لأنى أترك قلبى وأخرج

أترك روحى وأخرج

أترك تلك الروح الإنسانيه الرائعه لأذهب إلى عالم بشري لا يعترف سوي بالماديات فقط وأخرج من قاموسه معانى الرفق والحنان لأنه لا يوجد إلا فى قاموسك أنتِ ولا يستطيع أحد مهما كان أن يأخذه منكِ

ولكن سرعان ما تراودنى السعاده من جديد عندما تدق عقارب ساعتى لتشير بموعد انتهاء يومى ورجوعى إلى المنزل لتدخل

إلى قلبى بشائر الأمل والفرحه

أعود بسرعه حتى أستغل كل دقيقه معكِ ، أحكى لكِ عن يومى الطويل ، عن صديقاتى ، عن أساتذتى ومحاضراتى ، أخذ رأيك فى أى مشكله واجهتنى و أسمع نصيحتك ونقدك بصدر رحب وروح مرحه لا أجدها مع إناس أخرون

حبيبتى لا يستطيع قلمى التوقف عن الكتابه إليكِ لأنكِ كل شئ وأجمل شئ يكتب عنه

لأنك حقاً مدينه بل دوله بل عالم بأسره ، بكل ما فيه من شمس وقمر ، نجم ونهر ..

بكل ما فيه من شجر نتنسم تحت ظلاله أطيب وأنقى هواء

فى عيدك هذا ماذا أهديك؟ وماذا أعطيكِ ؟

لن أجد شيئا يساوى قدرك ومكانتك،

صدقينى لو كنت ملكا لنفسى لوهبتك كل شئ أملكه روحى وعقلى وقلبى ،

أعرف أن كلماتى لن ترد ولو قدرا ضئيلا مما فعلتيه من أجلى ولكن يكفينى أن أرى الابتسامه على شفتيكِ وأشعر بقبلاتك على جبينى حين تقرأينها

حماكِ الله يا أمى لا تخافى واصبرى فالجنه تحت قدميك ستكون لكِ بإذن الله أجمل وأغلى هديه


اعذرونى جدا جدا لأنى أعرف أن الخاطره متأخره جدا عن موعدها ، كنت سأؤجل نشرها لشهر مارس العام القادم لكن فضلت أن أكتبها لأمى فى أى يوم وأى وقت

ودى تصبيره مؤقته بقى إلى أن تنتهى الامتحانات ،،

دعواتكم لى

Tuesday, May 6, 2008

والله حراااام

السلام عليكم
،،


بجد والله وحشنى التدوين جدا ووحشتنى مدوتنى بقالى فتره ظلماها معايه كده
بسب الأيام السوده دى نفسى تخلص بقى

هوه أنا هفضل طول عمرى كده فى امتحانات يا ربى ،،

من أول شهر 4 لآخر شهر 6 طب والله حرااااام ،،

بذمتكم ده يرضى حد،،

أنا مش قادره أشم نفسى يا عالم برجع من الامتحان مدغدغه أنام أصحى على الامتحان اللى بعده
لأ ويسيبونا طول السنه نايمين ولا فى دماغنا

فعلا بتوع الطب دول من أصحاب المزاجات الخاصه جدا ،،

بس المزاجات الخاصه دى مش بتبقى موجوده أيام الامتحانات ده أنا بحس انهم بيدخلونا غساله يغسلونا ويطلعونا تانى بس مش بينشرونا بيسيبونا كده غرقانين فى دموعنا

أول إن شاء الله إما ربنا يفرجها وألاقى وقت فاضى هنزلكم الذكريات الجمييييله جدااااااااااا اللى عاصرتها فى الأيام دى هئ هئ

بس علشان خاطرى ادعوولى أخلص بقى علشان أرجع للتدوين ومدونتى حبيبتشى تانى عندى مواضيع كتيييير عاوزه أكتبهالكم ما هى
الإبداعات مش بتطلع إلا أيام الامتحانات!!


أعتذر لأى حد أنا لم أرد عليه أو أعلق على تعليقاته،،

لا تنسونى من دعائكم ،،


السلام عليكم ،،


Monday, April 14, 2008

طبيب بسيجاره !! يا خساره !!




كان ذلك اليوم شاقا حقا فكان لابد منى الانتهاء من مذاكرة مادة التشريح التى طالما أرقتنى
..

ذهبت إلى المشرحه المكان المفضل لدارسى الطب !
(بنروح غصب عننا والله هئ هئ

ولكن قبل دخولى استوقفتنى زميله لى قائله

" أحسن لك متدخليش لأن المشرحه مليانه دخان "

استغربت جداً من تلك العباره !!
كيف أتى الدخان إلى المشرحه ؟

!

هل أن أحداً أصابته حاله من الاكتئاب من ماده التشريح ففكر بأن ينتقم من المشرحه ويحرقها !! ممكن لمَ لا ؟
!

لم يسعنى الوقت لسؤال زميلتى عن سبب الدخان وفضلت أن أدخل وأستكشف المكان بنفسى


وبمجرد ما خطت قدماى باب المشرحه ذهلت جدا لما رأيت..

فكان مصدر الدخان مجموعه من الشباب زملائى فى الدفعه جالسون على مقاعد المشرحه يمسكون بأيديهم تلك اللفافه
البيضاء
العقيمه * السيجاره



خرجت من المشرحه طبعاً وأنا فى شدة حزنى تراودنى كثير من اللأفكار لا أستطيع تجميعها
وبينما أنا كذلك إذ بى أقابل صديقتى العزيزه وأحكى لها الموقف لتبدى استغرابها هى الأخرى وتساعدنى فى إيجاد مبرر أو حل لذلك
،،


ولكن صدمتنى بردها أن والدها يدخن منذ فتره ليست بالقصيره ووالدها طبيب بل وأحيانا يمسك بالسيجاره أثناء كشفه على المرضى !!!



يا إلهــى !! أطباء بسيجاره !! فعلا يا للخساره !!


فأنت أيها الطبيب الرفيق الذى سخرك الله فى تلك الأرض لتعمرها وتعين عباده على استرداد صحتهم واستكمال مسيرتهم فى تلك الحياه تسبب بدخان سيجارتك ضياع صحتك وصحة آخرين
!!





أنت أيها الطبيب المثقف الذى تعلم جيداً مدى خطر تلك السيجاره عليك وعلى غيرك بل وتكتظ العلوم التى تدرسها بمعلومات لا يعرفها غيرك إن قرأها أحد لابتعد عنها فى الحال وبدون تردد ،،



بيدك تهدم كل تلك المعانى النبيله وتنتقل من كونك الطبيب الرحيم إلى الرجل القاسى الذى لا يقدر للصحه أى ثمن وأى معنى !!



وفى ظل تلك المواقف المؤلمه والتى أنتقدها بشده تخرج تلك الحمله الرائعه ( حمله حمايه )
ويمثلها أستاذى الفاضل جزاه الله عنا خيرا أ / عمرو خالد

،،

تنتشر الملصقات على جدران كليتى وفى أيدى زميلاتى وزملائى وتعقد الندوات لتنشر تلك الفكره النبيله فى فكر
الكثيرين عسى أن تلاقى بال هؤلاء الأطباء المدخنين ويقبلوا عليها



حينئذ لن يكون هناك أى خساره بل سيكون مكسباً كبيراً لك أيها الطبيب حين ترضى ربك وتكسب صحتك وصحة أولادك ومرضاك ،


وأنت أيها الشاب الذى لا تزال فى بدايه الطريق هنيئاً لك بمستقبل سعيد حين تقلع عنها ونهضه ستراها بعينيك أنت وزملاؤك إن شاء الله




Sunday, March 9, 2008

ذنبه للأسف هو ذلك الأبـــ


نادى على من بعيد وأنا أصعد سلم العماره عائده إلى بيتى بعد عناء يوم كامل



( ياللى هنا .. ياللى هنا )



طفل صغير لم يتعد السابعه من عمره ، ملابسه مهلهله ، تظهر من ملامح وجهه علامات الشقاء والفقر

حدثنى وتكاد الدموع تترقرق من عينيه


( أبله ممكن تساعدينا بحاجه .. أصل أبويه تعبان أوى ، واحنا محتاجين فلوس علشان هنعمله عمليه ، حتى انزلى شوفيه )



غلبتنى مشاعر العاطفه وكنت على وشك النزول إلى بوابة العماره لأرى والده وأتحدث معهما وأساعدهما بقدر المستطاع

لكن اكتظ فكرى حينها بالعديد من الأفكار وتذكرت قول أمى لى دائماً



( خللى بالك من الناس اللى بيلفوا ع البيوت دول )



يا ترى هل أنزل إليهم وأدعو لهم أبى كى ينزل ويساعدهم أم أردهم ليعودوا من حيث أتوا ؟!،



كان لى مدرس فى الثانويه العامه حدثنا فى هذا الموضوع من قبل وقال أننى إذا ساعدتهم بأى شئ فنحن بذلك نعينهم على مثل تلك اللإفعال المشينه ،



يا ترى ماذا أفعل ؟



وماذا إذا كانوا فعلاً بحاجه إلى مساعده حقيقيه وسدت أمامهم جميع الطرق وأغلقت جميع الأبواب ماعدا ذلك الطريق وهو التسول على البيوت..!!


أطلت مدة تفكيرى وتركت الطفل تصحبه نظرات الاستغراب والدهشه والترقب

ثم قلت له

( هو انت بتروح المدرسه )




فرد بالنفى طبعا وهذا ما كنت أتوقعه فعلا



استطردت حديثى وسألته



( طيب ليه مش بتشتغل وتساعد باباك ؟!)

فرد وقال



( أنا مش بعرف أشتغل )



وما إن قال تلك الكلمه إذ بقلبى ينتفض ويطلب من عينى أن تسقط تلك الدموع الحائره ولكن فجأة تحكم عقلى بعاطفتى حينها وقلت



( طيب ينفع تمروا على البيوت كده ومتشتغلش ،،

ينفع ولا مينفعش ؟!!!)



تعجب الطفل جدا من رد فعلى هذا وأنا أيضاً استغربت منه شدة الاستغراب ،



كيف نطق لسانى بتلك الجمله ؟ ! أعلم أنها منطقياً وعقلانياً صحيحه لكنى لا أرضى بها ومنذ متى أتكلم أنا بذلك المنطق العقلانى ؟ !



وبينما أنا أعاتب نفسى على ما قلته إذ بالطفل يجرى خارج العماره ، وقلبى يجرى معه ،



أريد أن أناديه مره أخرى لأعتذر له وأظهر له استعدادى للمساعده ،



ولكن رأيته من شرفات السلم ، وهو يمسك بأبيه ليساعده على القيام ، وارتفعت عيناه إلى كأنه يرمقنى بنظرات عتاب ، نظرات شفقه ، لا أدرى بماذا أوصفها ؟!



كان لسانى مستعداً لينادى عليه مره أخرى ، ولكن رأيت ما أذهلنى حقاً ، ذلك الوالد الذى يربط رجليه برباط جبس كأنهما لا يتحركان وعندما قام رأيته يتحرك بصوره طبيبعيه جدا !! يا إلهــى!!



رجعت إلى بيتى وأنا حائره لا أدرى أألوم نفسى لأنى سمعت كلام أمى ومدرسى ؟



أم ألوم ذلك الرجل القاسى الذى يدفع ابنه للاحتيال ويعلمه فنون التسول وأساليبه ؟!!



لا أدرى ، كل ما أعرفه هو أننى حزينه لأنى لم أُرضِ نظرات ذلك الطفل البرئ الذى ليس له أى ذنب فى شئ سوى أنه ابن لذلك الأب !!!




تــــــمت

نشرت ببص وطل