Monday, July 21, 2008

رحله قبل النوم



كان الوصول إلى هدفه هو أجمل أمنياته فى هذه الدنيا التى لم يكن موجودا بها قبل أقل من عام واحد ،
رأيته وهو يسير إليه بخطوات ثابته كان قائدها الأمل الذى يقذفه للأمام باستمرار،


كريم .. ارجع .. الأمر صعب

وهنا بدأت محاولات الإعاقه من والدته وهى تعد وجبه العشاء

ينظر إليها ذلك الطفل الصغير بنظرات يغلب عليها روح التحدى والمثابره

، ولكن يبدو أن كل ما بالمنزل انقلب ضد كريم حينها ،

فلم تكن محاولات والدته هى العائق الوحيد بل واجه فى طريقه عقبات عده كان أولها أرجل تلك المنضده الخشبيه التى تقف له بالمرصاد وتعوقه عن استكمال مسيره نحو هدفه ،

يحاول هو بكفه الصغيره الرقيقه إبعادها عن طريقه ولكنها كانت كالجبل لا تتحرك بقوه ذلك الصغير

فيالها من منضده حمقاء ..!!

ولكن لم تراود كريم روح اليأس بل أخذ يتفحص بعينيه شديدتى الدوار على طريق آخر يساعده فى الوصول حتى لمح من جانب المنضده ممر صغير يمكنه من مواصله سيره وتحقيق حلمه وهنا نمت شفتاه عن ضحكه بريئه كانت أشبه بزقزقه العصافير فى الصباح الباكر التى تطرب كل من يسمعها


ينطلق كريم فىمشواره الذى لم يخلُ من العقبات بعد ،

فكانت الأم تضع كوباً من الماء فوق تلك السجاده اللعينه التى أعاقت حركاته بثنياتها المتكرره وإذ يحاول كريم تخطى الثنيات يسقط كوب الماء أمامه

تصيح الوالده وتنهره بغضب

كريم ..ماذا فعلت ؟! ألم أقل لك ارجع ؟!


ولكن الصغير لم يعبأ بذلك فكان الوصول إلى هدفه شغله الشاغل حينها ..

يزيح كوب الماء عن طريقه ويستمر بنضاله
يا إلهى ما تلك الأرجل الضخمه التى تعترض الطريق
!!

هذه المره لم تكن أرجل المنضده بل كانت رجلى والده وهو جالس على الكرسى باسترخاء يقلب بصفحات الجريدة المسائيه

لاحظ الوالد تحركات طفله ..
صغيرى .. يقولها وهو يزحزح الطفل من على الأرض ويحمله ليحتضنه وهنا مالبث أن أجهش كريم البكاء مترقبا بنظرات عينيه هدفه الغالى الذى لاح قريبا جدا أمامه
..احتار الوالد فقد كانت البسمات ترتسم على وجه طفله كلما حمله ..
أشارت الأم على زوجها أن يتركه على الأرض كما كان لعله يكف عن ذاك العويل

وفعلا حدث ذلك
فما ان وضع كريم على الأرض إذ به بزحف بسرعه البرق ناحية هدفه وحينها قال الوالد .. يالك من طفل عنيد يا صغيرى

بدأت روح الفرحه تدب إلى قلب الطفل إذ أخذ يتنفس الصعداء كلما اقترب من أمنيته حتى وصل أخيرا واحتضن تلك البالونه الحمراء التى كانت تلاعبه بها الجده ليلة البارحه !!!

وسقطت رأسه فى خفه على السجاده لينطلق فى نومة هادئة مطمئنه
تمتــــــ
*****
نشرت ببص وطل