Sunday, June 28, 2009

يوم من أجازتى


فكرت كثيراًفى كيفية قضاء عطلة نهاية العام ، ودار ببالى الكثير من الأعمال والواجبات المطلوبة منى الأيام القادمة،


لكن ينقصنى فقط صفارة البداية لا أستطيع أن أنسجم فى عمل ما ،

لا أعرف لماذا ؟!

ربما من زوبعة الامتحانات العصيبة التى مررت بها والتى كدت ألفظ فيها أنفاسى الأخيرة والحمد لله جاءت "الأجازه" وبدأت أسترد بعض قواى التى سلبت منى قهرًا وذلاً

.
جال بخاطرى مشروع ( القراءه للجميع ) ربما من إغراءات الإعلام وكلمات ماما سوزان أفتح "التلفزيون" .."أدخل ع النت" أراها أمامى تتحدث بسيمفونية كل عام..


قلت يلا آخد بعضى وأذهب إلى مكتبة مبارك المرموقة والتى تذكرنى دائما بالمثل الشهير ( من بره هله هله ، ومن جوه يعلم الله )

ولكنى طردت من ذهنى كل تلك الأفكار و العوائق التى تقابلنى دائمًا عندما أبدأ فى عمل ما وقلت توكلى على الله واذهبى ربما تتغير هذا العام وتبقى أفضل على كلام ماما سوزان !!

غادرت المنزل وكالعادة استقليت تاكسى وكالعاده أخذ من جيبى جنيهان قطعه واحده ولم يكفيه ذلك بل ويتذمر أيضًا وينهرنى بغضب وأنا أخرج( يا أبله ده منظر جنيه يرضى ربنا ..عاوز جنيه تانى )(لا إله إلا الله مش مكفيه وحتى

منزلنيش قدام المكتبه ده رامينى على أول الطريق علشان خايف يعدى!!ثم إن إيه أبله دى يا خسارة البالطو الأبيض!!)


فوضت أمرى لله وبدلته ، وأخذت أنظر إلى المكتبة من الخارج إذ بطابور من الشباب والفتيات أشبه بطابور العيش تعجبت من ذلك الأمر وأثناء اقترابى من آخر الصفوف تساءلت عن السبب( أصل مفيش مكان فوق فى القاعه والناس

واقفه وقاعه واحده اللى مفتوحه الدنيا حر ومفيش......)من أولها ...وما العمل الآن ؟

!
( ما هو أنا مش هدفع اتنين جنيه من جيبى واتهزأ وأروح باتنين جنيه والله أعلم يبقى فيه تهزيئه تانيه ما هو الواحد اليومين دول فقد كرامته بمعنى الكلمة )

( مفيش مرواح... وآدى وقفه)

كنت سعيده بالوقوف على البوابة تعرفت فيها على عدد من الأطفال الصغار الذين لم أرهم من قبل

( طنط .. طنط .. هو انتى ولادك أد إيه ومش بييجوا ليه ؟!انطلقت بذلك التساؤل إحدى الفتيات الصغيرات لتصيبنى بحالة من الدهشة


هل يرونى عملاقه هكذا فى وجهه نظرهم .؟! ولكنى تغاضيت عن الأمر

وقلت لها فى حنان( هبقى أجيبهم يا حبيبتى علشان يشوفوكى)مر الوقت أمام البوابة إلى أن خرج البعض وأبديت استعداداً للدخول إذ بعم ( رمضان ) حارس الأمن يمنعنى.

( يا أبله معلش المديرة مانعه الدخول إلا للى وراه حاجه جوه )


(أبله تانى وبعدين يعنى ايه اللى وراه حاجه جوه ؟!


( يعنى اللى بيمثل أو اللى بيرسم أو اللى شغال كورسات كمبيوتر

( يا سلام طيب واللى عايز يقرأ )

( لا ما يطلعش!!!

ما شاء الله فعلا (القراءه للجميع!!

ورغم ذلك وقفت مكانى لم أتزحزح إلى أن جاء مجموعة من الأطفال(والنبى يا عمو رمضان علشان خاطرنا مش هنعمل دوشه خالص)


ولكن هذا الشخص كان عنيد جدًا ولا يستجيب لأحد إلى أن جاءت والدة أحد الأطفال وطلبت منه استدعاء المديرة **نزلت المديرة وما إن رأت العدد المهول الذى ينتظرها أمام البوابة والأطفال الصغار يلوحون بأيديهم من بعيد ( يا طنط .. يا طنط .. دخلينا علشان خاطرنا)

شعرت أنها تريد أن تغير اتجاهها وتعود من حيث جاءت وتترك عم رمضان يتصرف معنا


لكن الحمد لله أخذتها الرأفة بنا وخاصة بهؤلاء الصغار وبعد مناوشات عدة سمحت لنا بالدخول وحينها كنت قد أصبت بدوار شديد جراء عمليات الانتظار والوقوف المريرة ولكنى جاهدت نفسى وبحثت فى حقيبتى عن ( كارنيه الكلية) لأريه لعمو ( رمضان ) ولكنه فاجأنى بصدمة أخرى أن طلاب الجامعه لم يعد يسمح لهم بالدخول مجاناً وأن هذا النظام تم إلغاؤه وأنه يجب على أن أصدر اشتراكاً جديداً..!!


بعد تجاوز العقبه الثانية ودفع الاشتراك ذهبت لقاعتنا ( قاعة الكبار ) وجدتها قد سدت وأغلق بابها ولا منفذ للدخول تساءلت عن الأمر أخبرونى بأن بها *جرد* وأننا قد تم ضمنا إلى قاعة الأطفال بكراسيها الصغيرة وكتيباتها المتواضعة ( عقبه ثالثه !!)


وفى قاعة الأطفال ..

أخذت أبحث عن كتاب مناسب لأقرأه على أمل أن يكون قد تم توفير بعض الكتب الخاصة بنا واطمأننت لذلك حين رأيت رجلاً كبيرًا يجلس على كرسى صغير وبيده كتاب ولكنى حينما تأملت العنوان وجدته (من حكايات جحا)


( إيه ده هما هيقرأونى كده ولا إيه ..لا لا مش منظر خالص )


ولكن اتضح لى الأمر أثناء رحلة البحث عن كتاب لأقرأه ( النمله الصغيره )(حكايات بندق وفستق)الدوده الشقيه )


وبعدين.. الغريب فى الأمر أنى أجد شبابا وفتيات ربما فى مثل سنى أو أكبر يجلسون لكن ماذا يقرأون ..


هل مستوى القراءة تدنى لذلك الأمر ؟!

فوضت أمرى لله وقلت هقرأ أى شى ربما يفيدنى مثلا فى حكاياتى مع ابن عمى الصغير !!!


ولكن وقع نظرى على كتاب يعد افضل ما يناسبنى لا أدرى ما الذى جذبنى إليه وكان بعنوان ( طبيب فى بيتك )


ربما تلك العلاقة الموصولة بينى وبين حرفى الطاء والباء والتى أريد أن أتجرأ فى يوم من الأيام وأطغى عليها ..!!


أخذت الكتاب بثقة وبحثت عن مكان بجوار الكبار لكن لم أجد..

فذهبت إلى قدرى" الأطفال الصغار" لأستئذنهم فى مكان بجوارهم وبعد جدال شديد سمحوا لى رغم أنهم لا يجلسون عليها أجدهم يسيحون يميناً ويساراً فى القاعه دون الجلوس ..

مش عارفه الأطفال عادوا جبارين كده ليه ..احنا مكناش كده !!)


فتحت الكتاب ولسه بقول ( بسم الله)إذ بأصوات تعلو حولى بالآتى( الكلب الكبير .. العقرب الصغيرالديك فى الصباح ..والنحله تطير)( طنط يا طنط .. هوه يعنى ايه عقرب؟!!!)***


بدأت أرواحنا تتلاقى أنا والأطفال الصغار ويا ليتها ما كانت فجأة يجذبنى طفل صغير من يدى( طنط تعالى معانا قاعة العرض .. توم وجيرى شغال!!


( يا إلهى للدرجه دى لا لا على قد العقرب والديك ماشى إلا دى مش ماشى خالص!!ولكن كالعاده تغلبوا على وأخذونى معهم القاعه وبدأت أولى خطواتى فى مراحل العودة إلى الطفولة..صراحة كانت جلسة جميلة لم يقطعها سوى إحساسى المفرط بالخجل الشديد من نظرات العاملات بالمكتبة إلى تلك الكتلة البشريه التى ربما تأخذ وحدها مكان خمسة أطفال !!


**وأخيرًا حان موعد الرجوع إلى المنزل بدأ باستئذانى من أحبائى الصغار الذين لم يتركونى إلا بعد ما وعدتهم بأن آتى غداً لأتابع ما تقدم من حلقات الكارتون!!


وقطعت الطريق سيرًا على الأقدام وأنا أردد ما تعلمته واستفدته اليوم


العقرب الصغير ..الديك فى البكور .. عصفورة تطير...!!



تمــــت