Monday, February 8, 2010

نور السما كفايه

هناك فى بيت بعيد ..فى إحدى القري البسيطة بمحافظة القاهرة..يقطن الحاج "إسماعيل"وحيداً ..مجرد ما تسمع عنه تراودك نفسك للذهاب إليه ..الحاج "إسماعيل"ابتلاه الله بأمراض مختلفة يأتيه المرض تلو الآخر فهو بلغ من العمر الآن ما يقرب من الثامنة والستين ..كان آخر ما ابتلاه الله به ذلك المرض الجلدى الغريب الذى يصاحب أعراضه المختلفة طول رهيب فى الشعر وضمور شديد فى الجسم.. فتراه من فوق غطائه كتلة صغيرة مترامية من العظام يغلفها من الخارج جسم ضئيل لا يكاد يرى وشعر ناعم طويل يغطى نصف جسمه الأعلى.. تركته بناته الثلاثة حيث تزوجن وسافرن إلى البلدان المختلفة وذلك بعدما تركته زوجته من عشرات السنين ورحلت إلى بارئها وإلى مثواها الأخير..البيت لأول وهله تراه لا تستطيع أن تحكم بأن هناك من يقطن داخله ولكنك لا تعرف أنك لو دخلت ستجد ما هو أغنى وأغلى من ذلك البيت..جسماً نحيلاً وفماً يقطر كلاماً من شهد تجلس إلى جواره تستمع إليه تتمنى لو جلست معه ساعات طوال


_إزيك يا حاج إسماعيل
_ياااه الحمد لله أنا راضى راضى أوى أوى




_انت قاعد هنا لوحدك؟
_لا مش لوحدى ..مش لوحدى




_أومال مين قاعد هنا معاك؟
_معايه ربنا ..ربنا كبير مبيسبش حد



_وانت فين ولادك يا حاج
_ده أنا ليا 3 بنات زى القمر ..بس كل واحده فى حالها بقى مع جوزها وعيالها ربنا يصلح حالهم



كنت قاعد فى البيت ده اما كان بناتك معاك ؟
لا يا بنى كنا فى بيت قديم عطيته لواحده من بناتى تبيعه وتاخد فلوسه هى وجوزها يشقوا بيهم طريقهم
وجيت أنا هنا


هما بييجوا يزوروك يا حاج ؟
هما مسافرين ..بس ليا بنات كتير اوى ورجاله زيك كده بيجولى كل يوم يطلوا عليه ويعطونى الدوا ويأكلونى ..ولاد الحلال كتير ربنا بيبعتكم ليا يا بنى



_قللى يا بنى
_نعم يا حاج
_هوا انت شغال إيه الوقتى
_ انا دكتور يا حاج بس لسه صغير بتعلم
_اللهم صلى ع النبى ..الله يكرمك يا ضنايا..اجدعن كده علشان تبقى دكتور شاطر وتخفف عن الغلابه يا بنى
_حاضر يا حاج ادعيلنا انت بس علطول
_بدعيلكوا يا بنى فى كل صلاة ..بدعى لكل ولاد البلد ربنا ينصرهم ويهديهم ويخليهم ليها علشان ينصروها ويفوقوها..ده أنا اما كنت فى سنكوا كده كنت بطل ..حرب أكتوبر دى عمرى ما أنساها هى اللى ربتنى
_ياااه هو انت اشتركت فيها يا حاج
_أومال إيه يا بنى ..كنا رجاله وحررنا البلد أيام ما كانت نبته خضرا....بص على إيدى كده
_
_ده مكان الرصاصة اللى دخلت ..أنا كنت من اللى أصيبوا وكانوا هيكتبولى تعويض كل شهر لكن أنا رفضت
_
ليه يا حاج؟
_بلدنا مش هنحررها بالورق يا بنى ..انا بحبها من جوه هنا واضحى علشانها بأى حاجه


_وانت كنت بتشتغل ؟
_فى المحكمه ..كنت بكتب عشرة على عشرة وكان خطى جميل أوى أوى
لكن الوقتى خلاص بقى


_وانت مبسوط هنا يا حاج
يا سلام ..ده أنا فى نعمه يا بنى كفايه بس إنو حد يلعبلى فى شعرى كده ويطعمنى ويأكلنى كل يوم ناس طيبين زيك كده ده الواحد لازم يشكر ربنا أوى ع النعم دى تخيل ده أنا جالى لسه من امبارح 3 بطاطين ..قلت أعمل بيهم إيه ؟جارى ايجى يزورنى عطيتله اتنين وسبتلى واحده أتغطى بيها ..ده بيكفى وبيفيض يا بنى رضا


_نفسى أقعد معاك كتير
_وأنا ببقى مبسوط بيكوا ..مبسوط بولاد البلد الطيبين ..شوف يا حبيبى بلدنا مهما حصل فيها هتفضل حلوة بيكوا

_
احنا بنحبك أوى يا حاج إسماعيل وكل اللى بيجى هنا بيحبك أوى
_حبتكم العافية ..اجدعنوا علشان تشرفونا ..بلدنا محتاجالكوا يا ولاد

_هتفضل فى الضلمة ولا انت بتشغل إيه بليل
_لا مفيش نور يا ضنايه ..اتوكل انت على الله نور السما كفايه

_مع السلامه يا حاج ..عاوز مننا حاجه
_تسلم..بس أمانه عليكوا تجولى علطول ..دخلتكم دى بتخفف عنى كتير

******************************
بالله عليكم ماذا أقول فى هذا ؟!
شعور بالرضا بقضاء الله وقدره لا مثيل له ..سعادة بالغه بابتلاءات الله سبحانه وتعالى ..رجل مثل هذا بعدما فقد معظم النعم التى يتمتع بها كثير من الناس يتحدث هكذا !! ونحن بأيدينا النعم ونتذمر ونشكو ..سبحان الله
فلنتعلم جميعاً من ذلك الشيخ المسن ولننظر إلى أنفسنا ونحمد الله على كل نفس هواء نأخذه
..
الحمد لله الذى عافانا مما ابتلى به غيرنا وفضلنا على كثير من عباده
(القصة حقيقيه مع اختلافات بسيطه)

Saturday, February 6, 2010

كل أجازة وأنتم بخير




السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،




بدأت الأجازة الحمد لله ..واستفتحتها أنا وصديقاتى أمس بالذهاب إلى معرض القاهرة الدولى للكتاب


بصراحة المعرض كان شيق جدا وكتب قيمة كثيرة قابلتنى ..


لكن أشعر أن هناك سلبيات كثيرة من المفترض ألا توجد فى معرض دولى كهذا منها مثلاً


..الازدحام الشديد ..


ده كان أولى من أى شى فى انتشار الفيروس اللى من المفترض تتم وسائل مكافحته والوقايه منه الآن


وخاصة اننا ذهبنا فى يوم الجمعة فلم تفتح لنا بوابات المعرض غير الثانية بعد الظهر ..وطبعا كان هناك اندفاع هائل من البشر فى هذا الوقت ..هذا الازدحام ضايقنى وفى نفس الوقت طمأننى أنه لايزال هناك من يحترم ويقدر قيمة الكتاب فى مصر بعد تراجع شعبيته أمام التكنولوجيا الحديثة


**


وأيضاً الأسعار..أول مرة أرى الأسعار مرتفعه بهذه الصورة إلا من رحم ربى فى بعض الأماكن القليلة جداً


قبل ما أروح فعلاً نبهونى للنقطه دى ولكن لم أكن أتوقع هذا الغلو ..جميعنا توجهنا إلى سور الأزبكية حيث وجدنا مرادنا ومأوانا هناك "أى كتاب بجنيه "قرب يا باشا..قربى يا مدام


**


لكن الحمد لله فى وقت قصير استطعنا إلى حد ما أن نشترى بعض الكتب الدينية والأدبية لنقرأها فى أجازة نصف العام بإذن الله


**


أنتم بقى ..أخباركم إيه ..أتمنى أن تكون الامتحانات مرت بسلام عليكم جميعاً


ما هى خططكم وطموحاتكم فى هذه الفترة ؟


ولمن زار معرض الكتاب ..ما رأيك فيه هذا العام وما هى الكتب التى لفتت انتباهك هناك




وأخيراً كل عام دراسى وكل أجازة وأنتم بخير وسعادة