Thursday, October 15, 2009

الإنترنت..صديقى


لم يكن يمتلك رغبة صادقة للالتحاق بمثل هذه الكليه ،كم تمنى أن يزاول مهنة تتعلق بحبه الجارف لعالم الحاسبات والشبكات الالكترونية ،لقد بدأ تعلقه بهذا العالم منذ أهداه والده جهاز كمبيوتر خاص لتفوقه فى المرحلة الابتدائية ويذكر حينها أنه أحدث طفرة فى شارعهم إذ كان جهازه أول آلة الكترونية عرفها أهل الشارع آنذاك ،ولكن سبق هواه رغبات والديه فكانا دائماً المخططين لأموره المختلفة ،قبل الوضع فى البداية على مضض لا لشئ أكثر من أنه لا يحب أن يكون أقل من بقية أخواته فى شئ ،إذ كانوا متفوقين وكانوا يدرسون بكلية الطب أيضاً اقتداءً بوالدهم الطبيب المشهور ،تحكمت نظراته بل ونظرات والده المادية فى مستقبله فدائماً ما قال له والده أنه لا مكان فى ساحة الأحياء إلا للمتفوقين علمياً فهذا ما يجلب لك الاحترام الذى تستطيع أن ترفع به رأسك عالياً.


ولكن؛ ومع مرور الأيام بدأ شعور الضيق والاستياء يتسلل تدريجيا إلى نفس "وسام"الذى لم يمضِ علي التحاقه بالدراسة سوى بضعة أشهر ،ازداد تعلقه الشديد بهوايته الإلكترونية إلى أن ذهب لوالده يشكو له حاله ويعرض عليه فكرة تحويله إلى الدراسة التى يحبها ،وهنا ينهره والده فى غضب(ماذا تقول يا وسام ؟! هل أصابك الجنون ؟! أتريد أن تترك الطب لمزاولة مثل هذه الدراسة العقيمة ؟!)أبدى والده رفضاِ شديداً وقاطعاً وأرغمه على مواصلة الدراسة فى ذلك المجال مبرراً بأنه طبيب وأن ولده يجب أن يصبح مثله ،انعكس هذا الأمر سلبيا على نفسية "وسام"وبدأ تأثير كراهيته الشديدة للدراسة فى الظهور على مستواه وتقديره ،انحدر المستوى بشدة والتقدير فى القاع ،يعود لوالده مكرراً الحديث والرجاء فلم يعلق والده سوى بوصفه المستمر له بالفشل (أنت فاشل ..لست كبقية أخواتك )وهكذا يزداد الأمر سوءاً لدرجة وصلت إلى رسوبه المتكرر وتراكم سنوات الدراسة فوق عاتق ذلك الفتى .



بدأت أحواله تتغير تدريجياً يوماً بعد يوم ،يستيقظ فى الصباح ليبدأ يومه جالساً أمام (اللاب توب) صديقه الحميم ويظل هكذا إلى أن يطغى عليه النوم ،شعور بالغربه يقتحم "وسام" يتكرر صدى كلمات والده فى أذنيه ،أصبح يرى الجميع كأنهم أعداؤه حتى أخواته وأصدقاؤه الذين فارقوه بعد أن سبقوه بسنوات فى الدراسة وانشغل كل منهم بدراسته ومستقبله ، يعتزل أهله و يجلس وحيداً فى غرفته التى بمجرد دخوله إليها يذهب ليغلق نوافذها خشية أن يره أحد ،يخيل إليه أن من يراه الآن ينظر إليه شزراً ويتهمه بالتقصير والفشل والانحراف عن نهج تلك العائلة المستقيمة المتفوقة.

وتمضى الأيام وجهاز(اللاب توب) خير جليس لـ"وسام" فلطالما أحبه وشعر بأنه الشى الوحيد الذى من الممكن ومن اليسيرمصادقته فى ذلك الزمان وبالطبع أصدقاؤه على الشبكة يمثلون جانباً كبيراً فى حياته، لم يرهم فجميعهم من بلاد أجنبيه مختلفه لم يجمعهم به سوى علاقة الكترونية بحتة .



توطدت العلاقة بينه وبين هؤلاء فهم ما تبقوا له من حصيلة زحام وصخب تلك الحياة الشاقة ،بدأت العلاقة تتطور شيئاً فشئ مع بعض الشباب من جنسية أمريكية إلى أن جذبوه إليهم بأفكارهم وعاداتهم وتقاليدهم وما أسهل أن ينساق شاب فى مثل حالته إلى تلك الأمور ، تطورت الصداقة لأعمال كبيرة عرضوا عليه بالتعاون معهم فيها وكانت خطتهم القائدة التعرف على أحد البنوك الأمريكية الشهيرة والتى تضم مليارات الدولارات الخاصة بعملاء عظام ،وبِحِيَل بسيطة وسهلة عرفوه بها وعودوه عليها إلى أن مكنوه من سرقة أموال ضخمة من بعض الحسابات .

تلذذ "وسام "بهذا الأمر فكم كان يحلم أن يقوم بعمل فوق العادة ،سرقة أكبر دولة على مستوى العالم ليس شيئاً عادياً ،فياله من سارق محترف !!

مجرد ضغطات على أزار اللوحة تجعل منه مليونيراً ثرياً دون الحاجه لأن يصبح طبيباً مشهوراً قضى نصف عمره فى دراسته وعمله .


وفجأة دون سابق إنذار يصل الأمر إلى والده الذى لم يكلف نفسه بنصيحة يسديها إلى تلك الضحية ليفرض عليه أن يترك المنزل فلا مكان هنا سوى للشرفاء فقط !

غادر "وسام " غرفته ومأواه لينظر إلى حاله فيجد نفسه وحيداً شريداً ،ماذا يحدث لى ؟! أين أهلى ؟! هل أغلقت أبوابهم أمامى ؟!أين أذهب ؟! أسئلة تبحث عن جواب تدور كلها فى ذهن "وسام" ويتكرر عليه شعور الوحدة القاسى ويزيده سوءاً شعوره بالتشرد وفقدان السند .


انتهى به المطاف فى بيت "سامر"صديق له منذ فترة قصيرة من خلال الشبكة ومعاونه كذلك فى تلك الأمور البغيضة التى كان هو الآخر ضحية لها تحت سطوة تلك العصابة الأمريكية الفاسدة .

بدأت الفكرة تتطور تدريجياً وانجذب إليها عدد كثير من الشباب تحت إغراء"وسام" الذى كادت أن تستحوذ الفكره على معظم حياته .



راودت فكرة العودة للدراسة ذهنه كثيراً،لا يعرف لماذا ؟! فلاشك أن شعور "وسام "بالارتياح كان منعدماً تقريباً رغم ما وصل إليه من حالة مادية جيدة جدا تمكنه من المعيشة وحده دون الاحتياج لأهله ولوالده الطبيب المرموق ،ولكن سرعان ما تزول تلك الفكرة أمام الإغراءات والتشجيعات التى تفرضها تلك الوريقات المادية ،وهكذا أمضى حياته مترددا بين هذه الفكره وتلك وشتان بينهما .



ولكن الباطل دائماً لابد وله نهاية تحكمه وتحدده مهما طال زمنه ،تنكشف الفضيحة تدريجياً، فها هو "وسام "مراقب منذ فترة بأحدث الأجهزة ،تدخل عليه سيارات الشرطة لتقبض عليه متلبساً هو ورفيقه جهاز(اللاب توب) !!،يذهب "وسام" مع الشرطة ولكن ليس "وسام" الطفل المهذب ولا الطالب المجتهد أو الطبيب المأمول بل كواحد من أعظم قراصنة الإنترنت على مستوى العالم .

( قصة حقيقية)
مع بعض التغييرات

Tuesday, September 29, 2009

حملة مدونتك هتنقذ طفلك


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


أخوانى وأخواتى أتمنى أن تشاركونا فى تلك الحمله الرائعه والتى أعد فكرتها *طهر فؤادك*صاحب مدونة *رسول الله*

أسأل الله تعالى أن يجعلها فى ميزان حسناته ويجعله ممن استخدمهم الله لصالح هؤلاء المرضى ،نتمنى لهم شفاءً عاجلاً لا يغادر سقماً بإذن الله

..........


فكرة حــــــملة" مـــــدونتك هتـــنقذ طفـــــللك "
- اولا اسم الحملة نابع من ان الاطفال الى ان شاء الله هنساعدهم (اطفال مستفى 57357 )زى اطفالنا فواجب علينا نعمل كدة او هنقدم حاجة بسيطة لمساعدتهم وان شاء الله تكون ليها اثر كبير بأذن الله وخير علينا كلنا بأذن الله ومش تفتكروا ان مساعدتكم دى بسيطة لا بالعكس و ده كلام رسولنا العظيم ومعلم البشرية جمعاء :-قال أتى النبي صلى الله عليه وسلم رجل يستحمله فلم يجد عنده ما يتحمله فدله على آخر فحمله فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فأخبره فقال إن الدال على الخير كفاعله .



-
هنســـــــــــاعدهم ازاى :---


- ان شاء الله الفكرة ببساطة اننا عاوزين كل المدونات الى هتشترك معانا فى الحملة دى هتحط شعار المستشفى واللينك الخاص بالمستشفى على المدونة الخاصة بكل واحد هيشترك بأذن الله معانا وكمان فوق الشعار هتكون كلمة( اتبرع وانت فى بيتك ولو بجنية او دولار من هنا )


والناس الى مبتدئين فى المدونات هشرح لهم بطريقة مختصرة ازاى هيحطوا الصورة واللينك وهى


( انكوا تفتحوا صفحة التخطيط فى مدونتكم وبعدين اضافة اداة وبعدين نختار من اضافة اداة اختيار اضافة صورة وبعد كدة لما تفتح نحط فى خانة اسم النموذج الكلام الى اتفقنا علية وهو" اتبرع وانت فى بيتك" وفى خانة وصل هنحط اللينك بتاع موقع مستشفى 57357 والى هو http://www.57357.com/Default.aspx?PageContentID=8&tabid=155
وبعد كدة هنضيف الصورة بتاعة المستشفى وهى موجودة اعلى الموضوع علشان فية ناس كتيرة متعرفش عن طرق التيرع الى هى كتيرة ومش معروفة وممكن تحقق عائد كبير جداا جداا ومش متركز عليها فى اعلانات التلفزيون والراديو ووسائل الاعلام وهدفنا فى الحملة دى اننا نوضح طرق التبرع المتعددة الى بدورها هتجيب عائد اكبر واكتر لو كل واحد استخدم ولو طريقة واحدة وهو فى بيتة وهقولوكوا نبذة عن طرق التبرع دلوقت :-


....


1-البنوك :- (ودى متركز عليها كتير فى وسائل الاعلام ومش هنخوض فيها )
2 - انترنت الخير (هنركز اكتر عليها ):-يمكنك التبرع من خلال أستخدام ارقام انترنت الخير : 07775757 أو 07075757 بنفس سعر المكالمة العادية كما انه يمكنك حساب صافي قيمة ما تبرعت به بأستخدام عداد الخير ...
3 - التليفون (هنركز اكتر عليها ):- يمكنك الاتصال برقم 1468 أو 2357 من اي تليفون محمول او برقم 09009555 أو 09000957 و التبرع لصالح المستشفى اثناء استماعك للرسالة الصوتية . سعر الدقيقة جنيهان
4- بطاقة الائتمان (هنركز اكتر عليها ):- خدمة جديدة تقوم بها مستشفى 57357 لتسهيل التبرع بالتعاون مع بنك مصر و شركه Verisign العالمية لتأمين المواقع على الانترنت. يمكنك التبرع بأي عملة صدرت بها بطاقتك الائتمانية في أي بلد في العالم بما يعادلها من الدولار و ستقوم مؤسسه فيزا و ماستر كارد بتحويلها إلى دولار .فقط اضغط على اختيار دولار ,فنحن بحاجة إلى العمله الصعبة لتمويل عملية استيراد الأجهزة و المعدات الطبية .
5 - البريد المصرى (هنركز اكتر عليها ):- يمكن التبرع فى اى فرع من فروع مكاتب البريد المصرى لحساب رقم 26386
**** حملتنا على ال facebook ( ودى اهداء من مدونة قطرات ندى . جزاها الله خيرا ) :-

1 -
http://www.facebook.com/group.php?gid=139959994897&ref=search&sid=100000133813777.2100342868..1

وبعد ماستعرضنا كل حاجة عن الحملة عاوزين بقى ان شاء الله
كل صاحب مدونة او اى حد يقدر يساعد او اى حد يعرف صاحب مدونة يقولة على الموضوع وبعد كدة نحط زى ماتفقنا الصورة الى موجود بالاعلى واللينك زى ماشرحنا عن سابق ... وتخيلوا لو كل مدونة زارها فى اليوم 100 شخص او 200 شخص وضغط على اللينك وعرف طرق التبرع واتبرع تخيلوا الخير الى هيعم شكلة ايه بإذن الله تعالى وان شاء الله ربنا هيوفقنا علشان نيتنا خير ان شاء الله وصدقة جارية كمان فى مدونتكوا ان شاء الله.. بقول رسول الله صلى الله عليه و سلم : « إذا ماتَ ابْنُ آدَم انْقَطَع عَملُهُ إلاَّ مِنْ ثَلاثٍ : صَدقَةٍ جارية ، أوْ عِلمٍ يُنْتَفَعُ بِهِ ، أوْ وَلدٍ صالحٍ يدْعُو لَهُ » - رواهُ مسلمٌ .

Wednesday, September 23, 2009

فرحه وحلم



غلبتها دموعها وهى تنظر إلى صديقتها "فرح" وقد أنهت جرعة العلاج الكيماوى المخصصه لها ،

فلم يشأ سنها الصغير أن يعلمها ماهية الصداقة ،

كيف أفرح بشفاء صديقتى وهى على وشك أن تفارقنى وتتركنى وحدى ؟!

كان شغلها الشاغل وفرحتها الغامره أن تظل "فرح" معها هنا فى غرفة المستشفى على السرير المجاور تشاركها ألمها وفرحتها وحلمها بالشفاء ،لا يهم أن تشفى من مرضها الأهم أن تبقى ،


وها هى "فرح" الآن قد باتت تسيح فى أرجاء المكان تارة تقفز فى الهواء وتارة أخرى تجرى وتلف حول العواميد وهى تصيح

(ياااه ..أخيراً هقضى العيد فى بيتنا مع بابا وماما وجدو)


تقبلها الحكيمات وعاملات المستشفى بكل شوق ،تدخل الغرف واحده تلو الأخرى تودع رفيقات ورفقاء رحلة العلاج الشاقة الطويلة بعدما ابتلاهم الله بتلك الأورام اللعينه التى احتلت بعض مناطق جسدهم النحيل ،


ها هى فرح تعود إلى غرفتها مع "رحمه"لتستكمل إعداد حقيبة العوده ،تكدسها بالعرائس والهدايا المختلفة التى أهديت إليها من قبل الزائرين وكثير من رجال الخير ،

بينما أخذت "رحمه"حيزاً من الغرفة وجلست على أرضها تبكى وتقول

(خلاص يا فرح خفيتى وهتسيبينى ...)


تقاطعها فرح وهى منهمكه فى إتمام ترتيب الحقيبه مع والدتها

(متخافيش أنا هرجع تانى وهاجى أزورك)

وهنا أتمت إعداد الحقيبه وأغلقتها محتفظه بعروستها المحببه إليها فى يدها والتى لم تجد لها حيزا ،


وتوجهت نحو "رحمه" لتقبلها قبله عابرة وتنطلق مسرعه تسبقها فرحتها لتلحق بوالدها مودعه ذلك المكان المشئوم الذى حملها بذكريات المرض الأليمه لتسبق أى ذكريات جميله أخرى ،


تتابعها "رحمه" من النافذه بدموع يطغى عليها الحزن والأمل لتراها من بعيد مع والديها وقد اكتملت فرحتهما بعودة طفلتهما الوحيده ،

تغلق"رحمه" النافذة وتذهب إلى فراشها تحلم بالشفاء.


تمتــــــ

******************



العيد إيجى وعيدنا وفرحنا مع قرايبنا وصحابنا ..

لكنــ ؛


لسه فى ناس نفسها ييجى اليوم اللى تقدر تعيش فيه فرحتها الطبيعيه وسط أهلها وفى بيتها


أرجوكم لا تحرموا أى مريض من دعواتكم الصادقه الطيبه ،يمكن ييجى اليوم اللى نحتاج احنا فيه دعوه بالشفاء


الحمد لله الذى عافانا مما ابتلى به غيرنا


وأتمنى تكون أيام العيد مرت عليكوا كلكم بسلام وفرحه وحب


كل عام وأنتم بخير


***



بمناسبة الموضوع عرض على صاحب مدونة (رسول الله) فكره جميله ،وهى عبارة عن حمله أطلق عليها عنوان (مدونتك هتنقد طفلك)
تشمل إتاحة التبرع لصالح مستشفى سرطان الأطفال 57357 من خلال مدونتك
والتفاصيل كلها ستجدونها على الرابط التالى

http://rasoulallah1.blogspot.com/2009/09/blog-post_23.html

فجزاه الله كل خير وجعلها فى ميزان حسناته إن شاء الله



Monday, September 7, 2009

وقفة محاسبة


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


يقول *عمر بن الخطاب*

(حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا ، وزنوا قبل أن توزنوا)



ها قد مضى النصف الأول من رمضان ..الشهر الكريم الذى أطل علينا بعبق نسماته ..وها هو الآن على وشك أن يغادر ، فعلاً الأيام الحلوة بتفوت بسرعه ..



أخوانى القراء وأخواتى القارئات ؛جلست مع نفسى للحظات ودار ببالى الكثير من الأسئله التى تحمل بين طياتها أمل وفرحه وأيضا عتاب وحسرة ـأحببت أن أنقلها إليكم لنقف جميعا وقفات مع أنفسنا نحاسبها على أى تقصير ونثنى عليها فى أى عمل طاعه أو عمل خير فعلته حتى ندخل على العشر الأواخر من الشهر فى حماسه جديده مشابهة لحماسة أول ليلة برمضان ..ها مستعدين ورقه وقلم مع الكل ،،



هل صمت صياما صحيحا أخلصت فيه النيه لله وحده وابتعدت عما حرم الله ؟




هل حرصت على قيام رمضان مع المسلمين أو المسلمات فى التراويح ؟



هل سابقت لفعل الخيرات (تفطير صائم بالجهد والمال ،تفقد الأرامل والمساكين ، الدعوة إلى الله سبحانه وتعالى،الصدقه )



كم مرة ختمت القرآن ختمة تدبر بحق ؟



كم هى العادات السيئه التى تخصلت منها وما هى ؟



كم من العبادت والطاعات ربيت نفسك عليها ؟ وما هى ؟



هل تفكرت كل ليله أن هناك رقاب تعتق من النار ،هل تذكرت أنك واحدا منهم ؟



هل حافظت على وقتك أم أضعته أمام النت والتلفزيون ؟



هل اغتبت أحد أو ذكرته بما يكره ؟



هل حدث بينك وبين أحد من أصدقائك شحناء أم أنك صبرت على الأذى بقولك إنى صائم ؟



هل لازل الشوق والحنين والفرح بقدوم رمضان كما هو ؟أم أن ذلك تلاشى بمرور الأيام ؟



هل لازلت على نفس همتك ونشاطك فى العباده أم أصابك ما أصاب الكثير من التراخى والفتور ؟


**


صراحة الأسئلة كثيره جدا وكلما كنت صادقا مع نفسك كلما كانت محاسبة النفس شديده .


؛لكن إذا كنت أو كنتِ ممن وجد أنه لايزال على خير ولا يزال محافظا على الواجبات مسابقا فى الخيرات فلتحمد الله ولتبشر بالخير من الله .


فطوبى لمن كانت هذه حاله ثم طوبى له ،

طوبى له العتق من النار ، طوبى له مغفرة السيئات ،طوبى له مضاعفة الحسنات ،

طوبى له الجنه .


أما من كان مقصرا ، لا تيأس لا يزال الشهر الكريم يفتح لنا أبوابه ،العشره قادمون فلنجتهد فى الباقى من رمضان ، ما زالت أبواب الجنه مفتوحه وما زال الله يغفر لنا ذنوبنا ويعتق رقابنا .




Monday, August 17, 2009

قلب جديد









يا ترى إيه إحساسكم لما تمتلكوا شئ جديد ..؟؟


شقة ..عربيه ..وظيفه..مكافأه ..ملابس جديده


شايفين فرحة الطفل الصغير لما يجيب هدوم العيد الجديده !



الفرحه دى والمعنى الراقى ده لمشاعر الفرحه وصفها الرسول(صلى الله عليه وسلم) قبل كده فى الحديث الشريف




( إن الإيمان ليخلق فى جوف أحدكم كما يخلق الثوب ، فاسألوا الله أن يجدد الإيمان فى قلوبكم ) أخرجه الحاكم وصححه الألبانى







طيب عاوزين نسأل بعض شويه أسئله بصدق ..



يا ترى دروس التذكير بالاستعداد لرمضان صارت مكرره علينا

كلام الوعظ والتذكير معدش بيأثر فينا ؟


عنينا جمدت ومبتتأثرش بكلام ربنا فى القرآن لما يتلى علينا ؟


طيب عجبتنا المواعظ وسمعنا كلام كتير عن رمضان بس مفتقدين لحظة البدء ؟






لو كنا كده يبقى احنا محتاجين قلب جديد نفرح بيه زى ما الطفل الصغير بيفرح بالحاجه الجديده ..



عاوزين نجدد الدوره الإيمانيه كلها ،




زى ما جسمنا فيه شرايين وأورده متصله بالقلب فالإيمان كده برضه بيأثر فى حياة القلب ويجدد انشراح الصدر وينعش الروح.




نبدأ سوا بحاجه بسيطه بس غاليه أوى ..



الاستغفار والتوبه ..


خلى ذكر ربنا دائما فى بالك وتذكره بالاستغار كلما تذكرت ذنب فعلته ..اللهم تب علينا توبه نصوحا ترضيك وترضى بها عنا .


واما نبدأ فى تطهير قلبنا لازم نعرف إيه الحجات الدخيله علينا اللى أفسدته وخليته بعيد عن ربنا ..


قال ابن القيم ( وأما مفسدات القلب خمسه ..كثرة المخالطه ،التمنى،التعلق بغير الله ،الشبع ، المنام )




1_ كثرة المخالطه :القعده مع الناس كتير ،والتأثر بيهم وبأفكارهم وخاصة قرناء السوء فكم جلبت من نقمه ..ودفعت من نعمه .. وأنزلت من محنه ..وعطلت من منحه !!وان اضطرينا للجلوس معهم فلنجتهد أننا نحول المجلس لقعده ذكر ترضى ربنا عننا وتحفنا الملائكه







2_التمنى :أمانى دنيويه كلنا بنفكر فيها مش الغلط اننا نفكر الغلط انها تشغلنا عن طاعتنا .






3_التعلق بغير الله :والمثال المشهور فى سننا وفتره الجامعه اللى عايشينها اللى يتعلق بواحده واللى تتعلق بواحد حبته.. لو عاوزين نعيش رمضان صح بقلب جديد نسيب بعض ومنفتكرش غير حاجه واحده بس رضا ربننا عننا ولو مكتوب لنا الخير هييسره لينا




4


_الطعام :اطمنوا مش هنجوع يعنى .. بس مش هنشبع برضه قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم)(ما ملأ آدمى وعاء شر من بطنه ، حسب الآدمى لقيمات يقمن صلبه ،فإن غلبت نفسه فثلث للطعام ، وثلث للشراب ، وثلث للنفس )أخرجه بن ماجه وصححه الألبانى




5_النوم :فإنه يميت القلب ويثقل البدن ويضيع الوقت ويورث الغفله ..أفضل الأوقات .. نوم أول الليل ونوم وسط النهار وكلما قرب النوم من طرفى النهار قل نفعه وكثر ضرره وما قاله الأطباء : أنفع أوقات النوم مقدار 8 ساعات فى نصف الليل الأول وسدسه الأخير .








غرف القلب الأربعه : الثقة ، الجمال ، التبتل ، الذل



الأذين الأيمن :الثقه



فليكون عندنا ثقة ، فى الله سبحانه وتعالى ، فى كتابه الكريم ، فى الرسول (صلى الله عليه وسلم) فى شريعة الإسلام بحلالها وحرامها



البطين الأيمن : الجمال


إن الله جميل يحب الجمال ..وأكيد ربنا مش هيكره لنا نجيب ثوب جميل أو حذاء جميل حتى لو غال ،لكن المقصود هنا جمال الروح ،جمال الأخلاق ، جمال الكلام ، جمال القلب ،جمال الطلب ، جمال ردود الأفعال ،جمال تلقى القضاء والقدر




الأذين الأيسر :التبتل



وهو الانقطاع إلى الله سبحانه وتعالى سئل أبى سليمان الدارانى (رحمه الله )ما أقرب ما يتقرب به العبد إلى الله ؟ فبكى وقال : أو مثلى يسأل عن هذا ؟ثم رفع رأسه وقال : أقرب ما يتقرب به العبد إلى الله أن يطلع على قلبك وأنت لا تريد من الدنيا والآخره إلا هو .



البطين الأيسر :



الذل اللهم اجعلنا أذل خقلك لك وأفقر خلقك إليك ،وعشان نبقى أذله لله طول السكوت ، التواضع والتوكل والرضا بقضاء الله ....



يتبــــــــع،،،








رمضــــان ....بحــــــــر


رمضان ..

نغمض عنينا ونتذكر مع بعض أيام رمضان اللى فاتت وأحوال المؤمنين فيها والروح الإيمانيه السائده ونسايم الحب

والرحمه اللى بتفوح منها
مش حاسين إن رمضان بكل اللى فيه من خيرات يشبه البحر ،البحر الواسع تسير عليه الفلك بالمنافع ،يسكن فى قاعه اللؤلؤ والمرجان وبينهما تسبح الخيرات (اللحم الطرى)،
كل شئ فى البحر كثيررمضان كده برضه مليان خير، لياليه زى اللؤلؤ والمرجان تحمل عتق وغفران سماء

البحر :النجوم ،، وسماء رمضان :ملائكه تنزلت لسماع القرآن

اللحم الطرى فى البحر يشبه العبادات السهله الجميله فى رمضان اللى بتوصلنا لرضا ربنا

بس للأسف مش كل اللى بيركب البحر بينجو ،كتير داخلين مش عارفين طريقهم رجعوا تانى ووصلوا لنقطه البدايه من مكان ما بدأوا

ورمضان كده برضه لا يدركه إلا اللى بيحدد هدفه ويعرف طريقه .

عن أبى هريره أنه سمع رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول :آمين آمين آمين فقيل له :يا رسول الله ما كنت تصنع هذا ؟ فقال: قال لى جبريل عليه السلام : رغم أنف عبد دخل عليه رمضان ولم يغفر له ..فقلت :آمين .

وعلشان منكونش من اللى سيد البشر صلى الله عليه وسلم أمن عليهم يلا بينا نعيش رمضان صح .
ونقود سفينتنا صح ..


قواعد الإبحــــار:


القاعده الأولى :

حدد هدفك


قال عمر بن الخطاب (رضى الله عنه ) :إنى لأرى الرجل ليس فى شئ من أمور الدنيا ولا فى شئ من أمور الدين فيسقط من عينى .

يا ترى مستنيين رمضان ليه ؟علشان الأكلات اللى عمرها ما اتعملت الا فيه .علشان لمة العيله والعزومات علشان المسلسلات الجديده اللى اعلاناتها نازله قبلها من تلات أربع شهور ولا علشان دورات الكره اللى بتتسابق الأنديه بها فى ذلك الشهر العظيم ؟؟


دول تلاتين يوم بس يا جماعه مش قادرين نبعد فيهم عن الحجات اللى فاتت دى لازم نحدد هدفنا قبل ما ندخل رمضان ونجمع أهدافنا كلها فى حاجه واحده بس ( رضا ربنا والعتق من النار) وساعتها نكون حققنا المراد .





القاعده الثانيه
أصلح السفينه


زى ما السفينه مينفعش تطلع بالثقوب اللى مالياها وبالحمل التقيل اللى عليها ،احنا كمان لازم نصلح العيوب اللى مليانا واللى بتعوقنا عن أى عمل طاعه زى ،_احنا بنفتر بسرعه_بننشغل بالناس_مترددين_بنتأثر بكلام الناس_مبنكملش العمل للآخر_بننشغل بالدنيا زياده عن اللزوم_بتغلبنا شهواتنا وهوانا

والعيوب دى أكيد مفيش حد لا يخلو منها وطبيعى السفينه عمرها ما هتقدر تسير فى البحر بيهم قال رسول الله صلى الله

عليه وسلم ( إياكم ومحقرات الذنوب ،فإنهن يجتمعن على الرجل حتى يهلكنه )


القاعده الثالثه :

اختر قائدا ورفقه



مينفعش نسافر لواحدنا فى السفينه ، البحر كبير وواسع ، عاوزين اللى يعيننا ،صحبه خير حوالينا تشجعنا وتعطينا دفعه للأمام ، نتسابق فى ختم القرآن ، نذهب مع بعض للصلاه ..ونعيش رمضان سوا



القاعده الرابعه :

أسرع بالليل


قال (صلى الله عليه وسلم )عليكم بالدلجه فإن الأرض تطوى بالليل ما لا تطوى بالنهار ..أخرجه أبو داوود وصححه الألبانى والدلجه هى الظلام والليل

والمقصود هنا قيام الليل والدعاء فى الأوقات المتأخره بالليل



القاعده الخامسه

أمواج فى الطريق



البحر مليان أمواج هتعترض طريقك وبقوتك وقوة إيمانك هتتغلب عليها بإذن الله قال ابن القيم (رحمه الله ) الوصول إلى المطلوب مرهون بثلاث : هجر العوائد وقطع العلائق وتخطى العوائق


العوائد : ودى الحجات اللى اتعودنا عليها قبل رمضان أو حتى اللى اتعودنا عليها فى رمضان اللى قبل كده : نفطر وناكل ونشوف المسلسلات وننام حتى العبادات اللى كنا بنعملها فى رمضان اللى قبل كده نحاول نعملها بنيه جديده وقلب صافى مش عاوزين رمضان يبقى زى أى رمضان نحاول كل سنه يبقى أحلى من اللى قبله ..


العلائق : ودى الذنوب اللى متعلقه بينا ومش راضيه تسبنا زى شخص مثلا كان متعلق بالنظر إلى أى شئ حرام سواء فى التلفزيون أو فى الشارع وجه رمضان وعمل كل حاجه تمام التمام لكن غض البصر مش قادر يعمله لأنه اتعلق بيه فلازم نقوم نفسنا على الانضباط ونحفظ جوارحنا

العوائق:وهم الأشخاص ،، يعنى ناس زينا ميهماش غير انها تحبط الناس اللى حوليها وتهبط عزيمتهم مثلا انت معزوم عند العيله فى إحدى العزومات والمسلسلات بعد الإفطار شغاله على آخره وانت كنت عزمت انك مش هتضيع وقتك فيها فى رمضان يقولولك هما وإيه يعنى ده مسلسل محترم ازاى متتفرجش عليه ما كل الناس بتتفرج .؟!



نبدأ نضع القواعد قدام عنينا علشان نعيش رمضان أجمل من اللى فات


الفكره مقتبسه من كتاب ( قلب جديد ..لمن يريد ) للشيخ : محمد حسين يعقوب







أحب أن أهنئكم بقدوم الشهر الكريم ،

اللهم بارك لنا في ما تبقى من شعبان وبلغنا رمضان


كل عام وأنتم بخير










Sunday, June 28, 2009

يوم من أجازتى


فكرت كثيراًفى كيفية قضاء عطلة نهاية العام ، ودار ببالى الكثير من الأعمال والواجبات المطلوبة منى الأيام القادمة،


لكن ينقصنى فقط صفارة البداية لا أستطيع أن أنسجم فى عمل ما ،

لا أعرف لماذا ؟!

ربما من زوبعة الامتحانات العصيبة التى مررت بها والتى كدت ألفظ فيها أنفاسى الأخيرة والحمد لله جاءت "الأجازه" وبدأت أسترد بعض قواى التى سلبت منى قهرًا وذلاً

.
جال بخاطرى مشروع ( القراءه للجميع ) ربما من إغراءات الإعلام وكلمات ماما سوزان أفتح "التلفزيون" .."أدخل ع النت" أراها أمامى تتحدث بسيمفونية كل عام..


قلت يلا آخد بعضى وأذهب إلى مكتبة مبارك المرموقة والتى تذكرنى دائما بالمثل الشهير ( من بره هله هله ، ومن جوه يعلم الله )

ولكنى طردت من ذهنى كل تلك الأفكار و العوائق التى تقابلنى دائمًا عندما أبدأ فى عمل ما وقلت توكلى على الله واذهبى ربما تتغير هذا العام وتبقى أفضل على كلام ماما سوزان !!

غادرت المنزل وكالعادة استقليت تاكسى وكالعاده أخذ من جيبى جنيهان قطعه واحده ولم يكفيه ذلك بل ويتذمر أيضًا وينهرنى بغضب وأنا أخرج( يا أبله ده منظر جنيه يرضى ربنا ..عاوز جنيه تانى )(لا إله إلا الله مش مكفيه وحتى

منزلنيش قدام المكتبه ده رامينى على أول الطريق علشان خايف يعدى!!ثم إن إيه أبله دى يا خسارة البالطو الأبيض!!)


فوضت أمرى لله وبدلته ، وأخذت أنظر إلى المكتبة من الخارج إذ بطابور من الشباب والفتيات أشبه بطابور العيش تعجبت من ذلك الأمر وأثناء اقترابى من آخر الصفوف تساءلت عن السبب( أصل مفيش مكان فوق فى القاعه والناس

واقفه وقاعه واحده اللى مفتوحه الدنيا حر ومفيش......)من أولها ...وما العمل الآن ؟

!
( ما هو أنا مش هدفع اتنين جنيه من جيبى واتهزأ وأروح باتنين جنيه والله أعلم يبقى فيه تهزيئه تانيه ما هو الواحد اليومين دول فقد كرامته بمعنى الكلمة )

( مفيش مرواح... وآدى وقفه)

كنت سعيده بالوقوف على البوابة تعرفت فيها على عدد من الأطفال الصغار الذين لم أرهم من قبل

( طنط .. طنط .. هو انتى ولادك أد إيه ومش بييجوا ليه ؟!انطلقت بذلك التساؤل إحدى الفتيات الصغيرات لتصيبنى بحالة من الدهشة


هل يرونى عملاقه هكذا فى وجهه نظرهم .؟! ولكنى تغاضيت عن الأمر

وقلت لها فى حنان( هبقى أجيبهم يا حبيبتى علشان يشوفوكى)مر الوقت أمام البوابة إلى أن خرج البعض وأبديت استعداداً للدخول إذ بعم ( رمضان ) حارس الأمن يمنعنى.

( يا أبله معلش المديرة مانعه الدخول إلا للى وراه حاجه جوه )


(أبله تانى وبعدين يعنى ايه اللى وراه حاجه جوه ؟!


( يعنى اللى بيمثل أو اللى بيرسم أو اللى شغال كورسات كمبيوتر

( يا سلام طيب واللى عايز يقرأ )

( لا ما يطلعش!!!

ما شاء الله فعلا (القراءه للجميع!!

ورغم ذلك وقفت مكانى لم أتزحزح إلى أن جاء مجموعة من الأطفال(والنبى يا عمو رمضان علشان خاطرنا مش هنعمل دوشه خالص)


ولكن هذا الشخص كان عنيد جدًا ولا يستجيب لأحد إلى أن جاءت والدة أحد الأطفال وطلبت منه استدعاء المديرة **نزلت المديرة وما إن رأت العدد المهول الذى ينتظرها أمام البوابة والأطفال الصغار يلوحون بأيديهم من بعيد ( يا طنط .. يا طنط .. دخلينا علشان خاطرنا)

شعرت أنها تريد أن تغير اتجاهها وتعود من حيث جاءت وتترك عم رمضان يتصرف معنا


لكن الحمد لله أخذتها الرأفة بنا وخاصة بهؤلاء الصغار وبعد مناوشات عدة سمحت لنا بالدخول وحينها كنت قد أصبت بدوار شديد جراء عمليات الانتظار والوقوف المريرة ولكنى جاهدت نفسى وبحثت فى حقيبتى عن ( كارنيه الكلية) لأريه لعمو ( رمضان ) ولكنه فاجأنى بصدمة أخرى أن طلاب الجامعه لم يعد يسمح لهم بالدخول مجاناً وأن هذا النظام تم إلغاؤه وأنه يجب على أن أصدر اشتراكاً جديداً..!!


بعد تجاوز العقبه الثانية ودفع الاشتراك ذهبت لقاعتنا ( قاعة الكبار ) وجدتها قد سدت وأغلق بابها ولا منفذ للدخول تساءلت عن الأمر أخبرونى بأن بها *جرد* وأننا قد تم ضمنا إلى قاعة الأطفال بكراسيها الصغيرة وكتيباتها المتواضعة ( عقبه ثالثه !!)


وفى قاعة الأطفال ..

أخذت أبحث عن كتاب مناسب لأقرأه على أمل أن يكون قد تم توفير بعض الكتب الخاصة بنا واطمأننت لذلك حين رأيت رجلاً كبيرًا يجلس على كرسى صغير وبيده كتاب ولكنى حينما تأملت العنوان وجدته (من حكايات جحا)


( إيه ده هما هيقرأونى كده ولا إيه ..لا لا مش منظر خالص )


ولكن اتضح لى الأمر أثناء رحلة البحث عن كتاب لأقرأه ( النمله الصغيره )(حكايات بندق وفستق)الدوده الشقيه )


وبعدين.. الغريب فى الأمر أنى أجد شبابا وفتيات ربما فى مثل سنى أو أكبر يجلسون لكن ماذا يقرأون ..


هل مستوى القراءة تدنى لذلك الأمر ؟!

فوضت أمرى لله وقلت هقرأ أى شى ربما يفيدنى مثلا فى حكاياتى مع ابن عمى الصغير !!!


ولكن وقع نظرى على كتاب يعد افضل ما يناسبنى لا أدرى ما الذى جذبنى إليه وكان بعنوان ( طبيب فى بيتك )


ربما تلك العلاقة الموصولة بينى وبين حرفى الطاء والباء والتى أريد أن أتجرأ فى يوم من الأيام وأطغى عليها ..!!


أخذت الكتاب بثقة وبحثت عن مكان بجوار الكبار لكن لم أجد..

فذهبت إلى قدرى" الأطفال الصغار" لأستئذنهم فى مكان بجوارهم وبعد جدال شديد سمحوا لى رغم أنهم لا يجلسون عليها أجدهم يسيحون يميناً ويساراً فى القاعه دون الجلوس ..

مش عارفه الأطفال عادوا جبارين كده ليه ..احنا مكناش كده !!)


فتحت الكتاب ولسه بقول ( بسم الله)إذ بأصوات تعلو حولى بالآتى( الكلب الكبير .. العقرب الصغيرالديك فى الصباح ..والنحله تطير)( طنط يا طنط .. هوه يعنى ايه عقرب؟!!!)***


بدأت أرواحنا تتلاقى أنا والأطفال الصغار ويا ليتها ما كانت فجأة يجذبنى طفل صغير من يدى( طنط تعالى معانا قاعة العرض .. توم وجيرى شغال!!


( يا إلهى للدرجه دى لا لا على قد العقرب والديك ماشى إلا دى مش ماشى خالص!!ولكن كالعاده تغلبوا على وأخذونى معهم القاعه وبدأت أولى خطواتى فى مراحل العودة إلى الطفولة..صراحة كانت جلسة جميلة لم يقطعها سوى إحساسى المفرط بالخجل الشديد من نظرات العاملات بالمكتبة إلى تلك الكتلة البشريه التى ربما تأخذ وحدها مكان خمسة أطفال !!


**وأخيرًا حان موعد الرجوع إلى المنزل بدأ باستئذانى من أحبائى الصغار الذين لم يتركونى إلا بعد ما وعدتهم بأن آتى غداً لأتابع ما تقدم من حلقات الكارتون!!


وقطعت الطريق سيرًا على الأقدام وأنا أردد ما تعلمته واستفدته اليوم


العقرب الصغير ..الديك فى البكور .. عصفورة تطير...!!



تمــــت

Saturday, February 7, 2009

ورحل الملاك




السلام عليكم ورحمه الله وبركاته

كلماتى فى هذا الموضوع كله مسخره لوصف ذلك الملاك الطاهر.
الملاك الذى أكمل رسالته فى ما يقرب من عشرين عاماً ورحل إلى العالم الآخر
ذلك الملاك .. لا أدرى أقولها بكل حزن لفراقه وغيابه عنا
.. أم بكل فخر لأنها كانت
أختى ورفيقتى وأنيسة وحدتى




هديــــل
****



قبل سنوات
يناير 2005

تدخل حبيبتى هديل المنزل حاملة أوراقا كثيرة ،لم أعبأ بذلك ولكن دخلت وراءها أختى الصغيرة عندما لا حظتها قد أغلقت باب الغرفة وجلست تكتب شيئاً ما ،

إيه ده؟""

الوصية الشرعية""

تحاول هديل إبعاد الورقة عنها ولكن أختى بمحاولاتها استطاعت رؤية ما تكتب


هديل انتى بتعملى إيه ؟""

بكتب وصيتى""

وبينما تقرأ أختى ما تكتبه هديل تضحك جداً مما تقرأه

( أنا على 3 جنيه لصحبتى ....متنسوش من بعد موتى تعطوهالها

( متنسوش عمو ... يمشى فى جنازتى

وكتبى اتبرعوا بيها لــ) ....

واتبرعوا بجزء من هدومى لــ) ....

والموبايل كمان) ....



ومتزعلوش على خالص أكتر من 3 أيام بس متنسونيش وابقوا تعالوا زورونى وادعولى
واقرأولى قرآن من السور اللى بحبها

(البقرة المؤمنون يس طه مريم


وسامحونى لو كنت عملت حاجه زعلتكم ..احنا كلنا بشر وكلنا بنغلط وربنا بيسامح ..)

تتابع أختى قراءة الوصية إلى أن أبعدتها هديل فى مكتبة المنزل وأغلقت عليها


وهنا بدأت هديل فى العمل ولكن ليس كأى عمل ..كانت تحدد نواياها دائماً همها إرضاء الله عز وجل فقط


بالنسبه لدراستها .. لم تقصر فيها يوماً منذ صغرها وهى مشهود لها بالتفوق دائماً.. واصلت تفوها فى الكلية فكانت من المتميزات دائماً

كانت تأخذ بيدى أنا وبقية أخواتى ولا أنكر أنها من أهم الأسباب التى جذبتنا جميعاً لدخول الطب وذلك بعد فضل الله سبحانه وتعالى

لم تتخل عنى أبداً ..فى ليالى الامتحانات كانت دائماً بجوارى ،تمسح دموعى بابتسامتها الهادئه ..مجرد أن أراها أشعر أن هم كبير انزاح من فوق أعتابى

أذكر ليلة امتحان التشريح فى العام الأول لى فى الكليه وكانت هى فى هذا اليوم عائدة من امتحان الفارما النظرى وكان لديها امتحان صباح الغد ولكنها آثرت منفعتى على مصالحها وجلست معى ..وتكرر الموقف بعدها كثيراً حتى أنى كنت دائماً ما أقول لها
(جهزيلى نفسك ليلة امتحان الباثولوجى بقى ..)

ولم أكن أعرف أنه ربما أستيقظ فى أى يوم لأجد القدر قد سبقنا إليها ..لتتركنى وحدى وكأن لسان حالها يقول ها قد آن الآوان لتعتمدى على نفسك من دونى





كانت تهتم بى أنا وأختى الصغيرة ..ليس دراسياً فقط بل دينياً وخلقياً ..وكانت تحرص على ملابسى كحرصها على ملابسها ..
أذكر وأنا فى مقتبل دراستى الجامعيه ..قالت لى

إيه رأيك نروح مكتبة فياض ؟""

"ليه ؟"

"هجيبلك إسدال .."

"هلبسه"

"لو عجبك البسيه وأكيد هيعجبك إن شاء الله"

واشتريناه ولبسته وكان شكلى جميل وهيا كانت سعيده للغايه وقالتلى

( على فكره ده أقرب للبس الصحابيات فالبسيه وانتى مفتخره






كانت كل يوم جمعة تذهب للصلاة فى مسجد بعيد شيئاً ما عن منزلنا

كانت تقنعنى دائماً أن أذهب معها وأنا كنت مقتنعه أن صلاتى فى المنزل أفضل ولكن هذا الاقتناع كان نابعاً من حبى للجلوس فى المنزل لا أكثر

أقنعتنى يوم بالذهاب معها وأخذتنى وكانت سعيده جدا لا أعرف ما سر كل هذه السعاده

كانت تفرح بى وبأخواتى أكثر من نفسها ويومها أرهقنى المشوار وقلت لها

"إيه ده يا هديل ..يعنى لازم المسجد ده ما فيه مساجد كتير ماليه البلد"

"أنا بحبه لأن بدايتى كانت فيه"

وتركتها تذهب وحدها كل أسبوع لتضئ الطريق بنورها وتشهد لها كل ذرة تراب خطت أقدامها عليها





هديل بالنسه للأسرة كانت الزهرة الندية العطرة التى ربما فى أحلك الأزمات تأتى هى بابتسامتها الهادئه وتطمئنا بالفرج بإذن الله

كانت حبيبة أبى ..معه فى كل المواقف تقف بجواره فى أى مناسية ..حقا كان يفتخر بها ..كان يفتخر بتلك الفتاة ذات القلب الأبيض الذى جذب قلوب الناس فى بلدها من الصغير إلى الكبير

كانت الأمل القادم والفجر الآتى ..كانت تعد أبى دائماً بأنها ستكمل مشواره الاجتماعى وستبقى على الاتصال بمعارفه ..وستوالى نشاطات أبى من مسابقات ودورات مختلفة ينظمها



واصلت مشوارها فى الكليه بطموح ثاقب ومع كل عام يأتى تتعلق وتنجذب لتخصص معين كان أملها أن تصبح طبيبه نساء وتوليد حتى تعف النساء المسلمات وحضرت فى أولى سنوات دراستها عمليات للنساء والتوليد .. لتتمكن من ذلك المجال إلى أن تدرسه

ولكنها بدأت بالتفكيرفى مجالات أخرى إلى أن انتهى بها المطاف وهى فى السنه الخامسه بعد دراستها للباطنه فأحبت تخصص القلب جدا.



فى الكليه لم تكن كأى طالبه بالعكس كانت دائما تقول

"أنا لازم أعمل حاجه خير أساعد وأخدم بيها الناس كلها وأنا فى عز شبابى كده لو معملتش الوقتى هعمل إمتى؟؟"

منذ أن دخلت بوابه الكليه وهى تبحث عن مكان طيب تجد فيه صحبه صالحه وتنقلت من مكان لآخر تتعرف على هذه وتصادق هذه وتقدم الخدمه لهذه إلى أن التقت فى السنه الثالثه بصحبة من أجمل ما يكن ..اتفقن على تكوين أسرة بسيطه بدأت بهن وازداد العدد تدريجياً استطعن من خلالها إيصال أفكار عما يجب أن يكون عليه الشباب المسلم دينياً وخلقياً ...وفعلاً كان تأثيرها كبير جداً على الكثيرين..

وتوالت نشاطاتها فى الأسره وكانت لا تألو جهدا أن تقدم الخدمة لأى أحد حتى لو اضطرها ذلك أن تضحى بوقتها أو جهدها أو حتى مالها


قبل عام واحد2008

تدخل هديل المنزل والحزن يطغى على وجهها والدموع تملأ عينيها

( فيه إيه يا هديل خير

"دينا صحبتى ماتت"

تأثرنا كثيراً بوفاتها ولكن تأثر هديل اختلف تماماً
..لم يكن تأثر إنسانة عادية بل كان تأثر من تشعر أنها ستودعنا هى الأخرى ومن سيختارها الله العام المقبل ..
وهنا كتبت هديل كلماتها فى رثاء دينا صديقتها


"""حبيبتى لو عدتى الينا اليوم لتقولى لنا ولو كلمه ...ماذا ستقولى ؟؟؟كلمه شوق أم وداع أم ماذا ؟ رحلتى الى رب غفور رحيم فأخبريتى كيف السؤال ؟؟؟كيف الحساب ؟؟؟نعم رب غفور رحيم ولكن غرنى عفوه وحلمه فكيف اجيب عن سؤاله وانا لم أفكر يوما فى مراقبته لى ؟؟اعيش وسط اهلى,, اصحابى ,,دراستى,, امتحانتى ,,مستقبلى ...ونسيت اليوم الذى ستسقط فيه ورقتى ...اليوم الذى سيزورنى فيه زائر الموت بلا استئذان ليقطع حبل حياتى واحلامى اصبحت الان اشعر انه يدق على بابى يقول لى لا تشيحى بوجهك عنى حينما تذكرينى لاتهربى كثيرا فانى ملاحقك ..حبيبتى أخبرينى ..هل اظل احلم بحياتى أم أقطع التفكير وأستعد ليوم الرحيل ؟؟؟"





ورحل الملاك

فمنذ أيام قليله رحلت كاتبة تلك الكلمات

تلك الجميله الطاهره العفيفه
أختى وحبيبتى وروحى وسندى وعونى

يوم الثلاثاء 27 يناير 2009


رحلت على الإسلام رحلت على الإيمان والطاعه والتضحيه
رحلت على غيرتها الشديده على دينها
وحزنها الجارف على شهداء المسلمين الذين يودعون الدنيا بالآلاف فى غزه

فى الصباح الباكر وهى ذاهبه إلى كليتها فى عجلة غريبة كانت تسابق الوقت لتذهب إلى أجلها هى ومعظم من كان معها فى الميكروباص

فقط أذكر أنها كانت جميلة جداً فى هذا اليوم وجهها منير ومشرق ومبتسم وهى تودعنى لتذهب إلى
الكليه حتى أنى قلت لها


( انتى عسوله كده ليه النهارده

قالتلى "ما أنا عسوله علطول"

وقفت أمام المرآه كثيراً وكأنها كانت تعد نفسها للقاء الرحمن

**
ليتنى أخذتك فى أحضانى قبل أن تغادرى المنزل
ولكنى اكتفيت بالسلام فقط
سامحينى لم أكن أعلم أنك لن تعودى ثانية وتجلسى معى وتمتعينى بصوتك وحنانك وعطفك




حبيبتى لا تحزنى منى إذا بكيت عليك..فإن لم تسقط دموعى فى رحيلك ؟؟فى رحيل من تسقط ؟

فقد أطفأت الشمعه التى كانت تنير ظلام منزلنا البسيط وبقى طيفك فى أرجاء البيت يخلد ذكراكِ فى كل ركن

حبيبتى ذهبت مع من كنت تحبينهم
أحبابك شهداء غزه
اللذين كنت تعدين لهم الزياره فى معهد ناصر ليلة وفاتك

ياااه كم أنى أغبطك على تلك النهايه الجميلة حاملة مصحفك فى السيارة إلى أن بقيت أصابع يدك على ذلك الوضع وضع حاملة المصحف حتى تبعثى على ذلك يوم القيامه بإذن الله

لا تخافى حبيبتى سنكمل مسيرتك وندعو لك ونقرأ لك من السور التى تحبينها

وفعلاً بدأنا وذهبت الأسرة لمعهد ناصر لزيارة المرضى والذى كنت تعدين لزيارته

أنا وصديقاتى سنسير على جدول حفظ القرآن الذى أعددتيه لنا قبل رحيلك بأيام

كلماتك ونصائحك لن أنساها أبدا وسأحاول بقدر جهدى أن أكون بعون كل من كنت تعينيه ..أعرف أننى لن أقدر على فعل ما كنت تقومى به ..ولكن سأحاول ولو بالقليل


رؤياك لا تفارقنا جميعها فى المنام كلها رؤى عظيمه راقية لا تصلح إلا لك أنت يا ملاك
**

هديل حبيبتى سأظل أنتظر لقاءنا
لا تنسينا معك فى الجنة أنا وأخواتى وأمى وأبى



أختك
4 فبراير 2009

Sunday, January 4, 2009

!!!!































































رأيت العروبه معروضه فى مزاد الأثاث القديم ..






ولكننى ..









ما رأيتـــــــ العربـــــــ !!!!!!!




نزار قبانى





السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
اعذرونى جدا لأنى لم أستطع التعليق سوى بذلك البيت والذى يعبر باختصار شديد عما يدور بداخلى
،
اعذرونى لأن فى مثل هذه المواقف تهرب منى الكلمات وأقف عاجزه أمام ما أشاهد
قلبى يعتصر لما يحدث والحزن يتملكنى بطريقه غريبه لم أشعر بها من قبل
لا أعرف ماذا أقول ؟
ولا أدرى ماذا أفعل ؟
حسبى الله ونعم الوكيل
حسبى الله ونعم الوكيل
اللهم انصرهم وفرج كربهم وهون عليهم وارزقهم الصبر والصمود والحماس
وأبدلهم خيرا من ذلك فى الجنه فى مقعد صدق مع الشهداء أجمعين
آمين يا رب العالمين



ولا تنسونى من الدعاء الامتحانات على الأبواب وأنا لا زلت فى الطريق والأمور متعسره جدا
ادعولى